موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
يقول لنا يسوع أنا نور العالم "أنا جئت نورًا إلى العالم حتى كل من يؤمن بي لا يمكث في الظلمة (12/ 46) جاء النور الحقيقي الملتحف بالنور كثوب (مز 104) جاء الذي ليس فيه ظلمة البتة (1 يو 1/5) جاء لكي يشرق في الظلمة بنوره (أش 58 / 10) داعيا إيانا من الظلمة إلى النور (1 بط 2/ 9) حتى نسلك في النور ونصير أبناء للنور وأبناء للنهار (1 تس 5 / 5) بل ونصير نورا للعالم ( مت 5/ 14).
يسوع يعلن ذاته نور العالم، ويعلن ايضاً لليهود أنّه إلى حيث يمضي لا يمكنهم المجيء، وسوف يموتون بخطيئتهم، وعلى هذا الموضوع يجيب اليهود بجهل وعدم فهم،، أنهّم أبناء إبراهيم ولم يستعبدهم أحد قط، فيقول لهم يسوع "مَن فعل الخطيئة كان عبداً للخطيئة، وأنتم أبناء الشيطان" أبو الكذب والكذابين.. في هذه الأجواء التّي منها يتألف الفصل الثامن من إنجيل القديس يوحنا ففي الآية 32، ونعطي شرحاً لها انطلاقاً من تعليم الكتاب المقدس . فالحقّ من الناحية الروحية: هو"معرفة التعليم الصحيح". فعندما نسمع أي تعليم، علينا ان نتأكد من صحة هذا التعليم، ومعرفتي يجب أن تكون صحيحة، للاستيعاب أبعاد "المعرفة الجديدة"، لهذا كشف الربّ ذاته (ونحن في زمن الميلاد) أن "يتجلى" للعالم.
وعبارة "تعرفون الحق" فيها دلالة واضحة على انّ اليهود لايعرفون الاله الحقيقي وابنه يسوع المسيح ونعمة وقوة روحه القدوس، وكلمة حقّ تعني أيضا في هذا الإطار مخطط الله الخلاصي، وتعني انّ الله هو ثابتٌ ولا يتبدل، وتعني ايضاً ان كلّ مواعيد الله تحقّقت في شخص المسيح يسوع المعلم.
فعندما تجلس وتصلي في النور وفي مكان هادىء بعيد عن الضوضاء، تشعر بحضور النور الذي ينير بصائرك وتكتشف نعم الله الكثيرة في تاريخ حياتك فتشكر الله عليها بكل قلبك ويزداد ايمانك بانه كما باركك الرب واعطاك الكثير في الماضي سيكمل معك في مستقبل حياتك كلها، فتشعر بالطمانينة. كذلك الجلوس في النور يكشف لك نقائصكك وضعفاتك فتسرع وتندم عليها وتغير طريقتك في الحياة وفي معاملتك للناس، وتصبح أكثر تواضعا، وأكثر محبة، وبذلك تنمو حياتك الروحية والعائلية والاجتماعية.
لنصلي: أَيُّها النُّورُ البَهِيّ، نورُ المَجْدِ المُقَدَّس، مَجْدِ الآبِ الذي لا يموت، السَّماويِّ القدُّوسِ المغبوط، يا يسوعُ المسيح. إذ قد بَلَغْنا غروبَ الشَّمس، ونظَرْنا نورَ المساء، نُسبِّحُ اللهَ الآبَ والابنَ والرُّوحَ القُدُس. إنَّه يَحِقُّ في كلِّ الأوقاتِ أن تُسبَّحَ بأصواتٍ بارَّة، يا ابنَ الله، يا مُعطيَ الحياة. لذلك ، العالَمُ إِيَّاكَ يمجِّد.