موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
معني كلمة باركليسي تعني التعزية أو الابتهال والتضرع لوالدة الإله في نصوص رائعة من الليتورجية، نظمتها الكنيسة البيزنطية، بتراتيل موسيقية جميلة.
تخصص الكنيسة البيزنطية من أول شهر أب (أغسطس) الى الرابع عشر صلوات وترانيم للعذراء مريم استعدادًا لعيد رقاد والدة الله، كما يمكن أن ترتل هذه الصلوات في حالة المرض أو الضيق أو الازمات، طالبين الخلاص "المنسقمين نفسًا وجسمًا معًا" الى "الشفيعة الحارة، رجاء المؤمنين" التي "ولدت الرب المتحنن والمقتدر" التي "لا ترفض مجاري دموعنا" حتى "تبادر الى الشفاعة لدى ربها وابنها"، "فتشفي أمراض نفوسنا وأوجاع أجسادنا" و"تنجينا من الشدائد والاهواء" و"من الموت والفساد" و"من أضرار العدو الردئية" وأهمها الخطيئة الصعبة والشريرة و"تزيل عنا حزن الخطيئة بعيدًا" و"الجهل" حتى "تخلص شعبها ومدينتها" من شرور العالم والخطيئة المحيطة بالرعية وكل الشعب المسيحي الساجد لايقونة السيدة التي "تنسى شعبها وبيت أبيها".
في هذا جو الرئع من الصلوات التقية تستطيع ان ترى عيوبك، وحسناتك وتفحص تصرفاتك وتعرف نقاط ضعفك، وتعمل على تصحيح امور عديدة في حياتك من خلال فحص ضميرك, وبسهولة تعترف بها، فتعرف اين تتجه مسيرة حياتك، وتعرف أن تركز في صلاتك. فهذه الصلاة تمرين مستمر يساعد على الاختلاء، والتأمل ويساعد على تحرير النفس لتنطلق، وتقف باحترام ورزانة في حضرة الله، ومن خلال العذراء مريم أي انها تفتح الطريق نحو الملكوت السماوي.
فالصلاة هذه نتعمق في شخصية مريم العذراء ام يسوع ، "كانت تحفظ كل هذا الكلام في قلبها وتتأمله".. بصمت وهدوء تتأمل كل ما يدور في حياتها من احداث واقوال قيلت عن ابنها يسوع .. فهي تعيش بهدوء، وتعرف ما تقوله ومتى تقوله، ولمن تقوله، لا تهين احد ولا تتسرع في الحكم على الامور بل تتأنى وتصبر تتدارس المواضيع وتستشير الله مع كل موقف، فالصمت الذي كان من صفاتها جعلها تصل الى قمة القداسة، لذلك نبتهل اليها ونعظمها.
بذلك تكون خدمة صلوات البراكليسي من أروع الصلوات الجماعية، وخاصا وقت الضيقات والتي تجعل المؤمنين متحدين بالله وبالعذراء والدة الإله.
لنصلِّ:
خلصي عبيدك من الشدائد ياوالدة الاله، لاننا كلنا بعد الله اليك نلتجىء بما أنك سور لا ينصدع وشفيعة. انظري بإشفاق ياوالدة الاله الكلية التسبيح إلى شقاء أجسادنا الصعب واشفي أوجاع نفوسنا. يا أم الاله السور الذي لا يقهر ينبوع المراحم وملجأ العالم لك دوما نهتف إذ أنت الشفيعة الحارة المستجيبة بسرعة، فأنقذي شعبك من الضيقات. أمين.