موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
قلب يسوع مملؤة بالحب والرحمة العظيمة للبشر ظهر ذلك بقوة ووضوح وقت الامه على الصليب قال يسوع : "يا ابتِ اغفر لهم، لانهم لا يعلمون ما يفعلون" (لوقا 23 : 34). عندما كان يسوع معلقًا على الصليب ما كان ينظر بعينيه بقدر ما كان يحس بجوارحه بالجمهور المحيط به، ومن خلال ذلك الجمهور كان يرى آلافًا لا حدّ لها من البشر، آلافًا من الخطاة والضعفاء والخائنين لحبه وهم يمرون أمامه حاملين ما استطاعوا من الشوك والمطارق وحفنات المسامير.
فما الصليب إلا نتيجة الخطايا، وما الأشواك والمسامير إلا خطايا خونة الحب ونكران الجميل. ورغم ذلك فإنّ يسوع لا يتوقف في محبته عند حد، لا بل نكاد نقول أنّه يحب بالأكثر أولئك الذين يحملون إليه مزيدًا من الشوك والألم لأنهم يحتاجونه بالأكثر، ولذلك نسمعه يصرخ من أعلى الصليب ومن أعماقه: "يا ابتِ اغفر لهم لانهم لا يعلمون ما يفعلون".
إنّ هذه الصرخة تذكرنا أولاً بحب يسوع وسعة صدره، فهو يعرف ضعفنا، وأننا لسنا ملائكة، وعندما نقترف الخطايا فلعلنا لا نعلم ما نفعل، ولذا فبحبه العظيم يغفر لنا، فكيف لا نمتنع والحالة هذه من اهانة ذلك الذي يبحث عن أعذار لزلاتنا؟ وكيف نشك في غفرانه ان عدنا اليه تائبين؟ وهذه الصرخة هي درس في المحبة للجميع دون تمييز، حتى للاعداء، فلقد علّم يسوع في حياته محبة الأعداء (متى 5: 44) وها هو يعلن عن ذلك بينما يلفظ انفاسه الأخيرة أنه قمة الغفران والحب. وهذه الصرخة أخيرًا هي دعوة لنا لاكتشاف أعماق حب يسوع ورحمته العظيمة التي تنبع من قلبه الأقدس.
من اهم العناصر لاستجابة صلواتنا، هي الصلاة المثالية التي علمنا اياها الرب يسوع، ان نصلي هكذا "اغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن ايضا للمذنبين الينا" (متى 6 /12) وحتى تكون صلواتنا مثالية، ومتناغمة في حياتنا قال معلمنا انه ان غفرتم للناس زلاتهم يغفر لكم ابوكم السماوي وان لم تغفروا للناس زلاتهم لا يغفر لكم ابوكم السماوي زلاتكم (متى 6: 14–15) وحتى تفهم هذه الايات انها في سياق الصلاة، وحتى لا يكون هناك أي التباس، فقد عاود الرب يسوع الحديث قائلاً لهم: "ومتى قمتم تصلون فاغفروا ان كان لكم على احد شيء لكي يغفر لكم ابوكم الذي في السماوات... وان لم تغفروا لا يغفر ابوكم الذي في السماوات ايضاً زلاتكم (مر 11: 25-26).
استشهد كثير من الاباء بكلام يسوع في عظاتهم وتعاليم الاخوة الرهبان قائلين"اترك قربانك على المذبح كما يقول الرب: "واذهب اولاً واصطلح مع اخيك" (متى 5: 24)، وبعد ذلك حينما تعود ستصلي بلا اضطراب. قال أحد الرهبان القديسين: "إنّ الذين يصلون وفي نفوسهم حزن وحقد وبغض ضد أخوتهم، يشبهون من يصب ماء في دلو مثقوب.
لنصلي
ربي وإلهي ومخلصي يسوع المسيح، كنز الرحمة ونبع الخلاص، آتي إليك مقرًا بذنوبي، أعترف بأني بوقاحة تجاسرت ودنست هيكلك المقدس بخطاياي، والآن ألتجىء إلى رحمتك وتحننك، لأن مراحمك لا تحصى وأنك لا ترد خاطئًا. اقبل إليك فها أنا يا رب معترفًا بأنّ أثامي قد طمت فوق رأسي كحمل ثقيل وقد فارقتيى قوي. فلا تحجب وجهك عني لئلا أرتاع ولا توبخنى بغضبك ولا تؤدبنى بغيظك. لا تحاكمني بحسب استحقاقي إرحمني يا رب فأني ضعيف.
أذكر يا رب أني عمل يديك، وأرأف بي. لا تدخل في محاكمة مع عبدك لأنه لن يتبرر قدامك حيّ. عُد وألبسني حلة جديدة تليق لمجدك إغفر لي وسامحني لأترنم قائلاً: "طوبى لمن غُفر إثمه، وسترت خطيته". أعترف لك بخطيئتي ولا أكتم إثمي: قلت أعترف للرب بذنبي وأنك رفعت آثام خطيئتي. أمين