موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
صحافية وكاتبة مختصة في شؤون حوار الاديان والسِلم المجتمعي
في تلك الليلة التاريخية وفي ذلك الوقت وتلك اللحظة بالتحديد تحققت النبوات.
النور الساطع في السماء هو الذي أعلن ولادة المخلص. لمعت النجوم بشكل عجيب، وسطعت بينهم في سماء بيت لحم تلك النجمة معلنة الحدث العجيب الذي انتظره حكماء وأنبياء التاريخ: وصل ملك الملوك، ولد مخلص البشرية، وُلد الطفل يسوع نور العالم.
لم تقترب السماء من الأرض كما في هذه اللحظات، لحظات قلبت موازين القوى الأرضية وشكّلت الوقت، مانحة إياه قيمة، وغيّرت مجرى التاريخ إلى الأبد. إنه الزمن الذي اتصلت فيه السماء بالأرض، وظهرت الملائكة للبشر، مبشرة بالخبر السعيد؛ ظهرت للرعاة والمجوس، للبسطاء والحكماء، معلنة أن البشرية واحدة وأنه لا يوجد تفضيل.
بشرت الملائكة الرعاة، وداعبت أصوات ترانيمهم قلوب الرعاة والخراف، ورقصت النجوم في السماء. إنها ليلة عجيبة، الليلة التاريخية التي وُلِد فيها ملك الملوك في مذود متواضع، بسيط وحقير.
وحدهما مريم ويوسف في الحظيرة، وفوقهما يضيء النجم العجيب. نام المسيح على القش، وحضر حكماء من بلدان بعيدة، قطعوا مسافات بعيدة ليروا بأعينهم المخلص يسوع. ومن المذود انعقدت رائحة الطيب والبخور.
يا لهيبة هذه اللحظة وجمالها.
حتى الخيال البشري الواسع لن يستوعب أن السماء انفتحت ونزلت الملائكة وغنت بفرح بوصول المخلص القدير، محب البشرية والإنسانية.
مريم، يا مريم، أنت الإناء المختار. وحدكِ سيباركك وسيطوبك جميع الأجيال... يا مريم العذراء، يا أمنا، كم فرحتِ عندما أتممتِ مشيئة الله في حياتك، وكم شهدتِ ورأيتِ وتحملتِ.
ولد المسيح وسحق قوة الموت، كي لا يكون للموت سلطان عليكِ وعلينا. وُلِد ليخلصنا من العالم الساقط وشهوته، ليحارب من أجلنا ويغلب وينتصر، وانتصر على الموت وشوكة الموت والهاوية … وخلصنا.
عاش بيننا ليكون قدوتنا، ويُعلمنا أنه لا شيء مستحيل مع الله وأن كل شيء ممكن بيد الذي بيده أمرنا.
هللويا، الرياح تطيعه.
هللويا، شافي الأمراض.
هللويا، ماحي الخطايا.
هللويا، وضع حدًا للبحر.
هللويا، سلطان الموت ضعيف أمامه ومهزوم.
هللويا، بجلدته شفينا.
هللويا، وُلِد ليكون قدوتنا ويموت عن خطايانا ويعطينا حياة أبدية بقيامته.
ولد المسيح، هللويا