موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
مخيم خانكي في محافظة دهوك يضم آلاف اللاجئين
في مخيم خانكي بمحافظة دهوك شمال العراق، تتدرب شابات أيزيديات على أداء الأغاني الشعبية، بعد أن كان الغناء محرما في زمن داعش الذي اجتاح قراهن في عام 2014.
وتسعى عضوات جوقة "أشتي" (السلام)، التي أسستها شابة من هذه الأقلية تدعى رنا سليمان (22 عامًا) إلى حفظ ثقافتهن من خلال إحياء الأغاني الشعبية وإثبات أنهن صامدات رغم كل ما حدث، وفق تقرير حول الموضوع للإذاعة الأميركية العامة (أن بي آر).
في المخيم الذي يعيش فيه نحو 14 ألف رجل وامرأة وطفل من أبناء الأقلية الذين فروا إليه، عام 2014، تغني الشابات عن الفجر والحصاد وجبل سنجار الذي يعتبرونه مقدسًا. والعديد من النساء في هذا "الكورال" كن أسيرات لداعش، وأخريات فقدن العديد من أفراد أسرهن، ومن خلال العروض يقدمن العلاج بالموسيقى للعضوات اللواتي كن ضحايا العنف الجنسي.
كان داعش شن هجومه على قلب الطائفة الأيزيدية عند سفح جبل سنجار، في أغسطس عام 2014. وقتل المتشددون المئات واختطفوا الآلاف، أكثر من نصفهم من النساء والفتيات. وبعد ذلك تم قتل معظم الرجال البالغين، فيما تم منح النساء والأطفال "هدايا" للمقاتلين الذين شاركوا في الهجوم.
مامو عثمان، الذي يدرس الموسيقى في جامعة دهوك قال إن الثقافة الأيزيدية مهددة، لأنه لم يتم تدوين الكثير، ولجوء الكثير من العائلات خارج مناطقهم "يهدد" هذه الثقافة الشفوية. ويقول إن "الأيزيديين هم أكثر المجتمعات اتصالا بأرضهم. ولأنهم يغادرون أرضهم ووطنهم، سيفقدون هوياتهم الدينية".
وتقوم منظمة AMAR البريطانية التي تموّل الجوقة بتسجيل بعض الأغاني الشعبية وأعطت التسجيلات مكتبة بودليان بجامعة أكسفورد لحفظها.
فيان درويش، وهي عضوة أيزيدية في البرلمان العراقي، تقول إنه في زمن داعش كانت التجمعات والاحتفالات والغناء صامتة.
"لكن الآن هم يحاولون أن يعيشوا حياتهم الطبيعية وليس فقط باعتبارهم ضحايا... لديهم هذا الشعور بحب الحياة وحب الموسيقى وحفلات الزفاف والحفلات والتمتع بحياة طبيعية على الرغم من كل شيء".
وتقول الأيزيدية في المخيم، غزال داود حسين (21 سنة) إن عضوات الفريق يتعاملن مع الغناء على أنه "عمل مقاومة"، وتقول: "نحن هنا لإرسال رسالة إلى داعش، مفادها أننا لن ننكسر أبدا".