موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر السبت، ١٦ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٣
قراءات في مولد السيد المسيح!، بقلم: المستشار مثقال مقطش

المستشار مثقال مقطش :

 

وقفة أمام نبوءة اشعيا النبي قبل الميلاد حيث قال:

"هو يأتي ويخلصكم... حيث تنفتح عيون الأعمى واذان الصم، ويقفز الأعرج كالايل ، ويترنم لسان الأخرس"

وعندما جاء السيد المسيح، لفت الانظار إلى هذه النبوءة، حيث ورد في إنجيل لوقا:

"عندما دخل السيد المسيح إلى مجمع الناصرة وقرأ نبوءة أشعيا النبي على مسمع جميع الذين في المجمع وكانت عيونهم شاخصة إليه، فابتدا يقول لهم: انه اليوم قد تم هذا المكتوب في مسامعكم !!

وخاطب اليهود بقوله: لأنكم لو كنتم تصغون إلى موسى لكنتم صدقتموني لانه هو كتب عني!

 

وهنا تبرز النقطة الثانية، وهي في صيغة السؤال: ماذا يعني ميلاد السيد المسيح؟

والإجابة المباشرة هي في أبعادها الثلاثة:

 

البعد الأول: يوم الميلاد هو تذكار الميلاد الجسدي!

والبعد الثاني: يوم رأس السنة هو عيد التقويم الميلادي!

والبعد الثالث: يوم الغطاس هو عيد الميلاد الروحي!

 

ويعلمنا ميلاد السيد المسيح كيف نخفف حملنا في مسار حياتنا... ويؤدي بنا إلى النهج الذي فيه ننسى أنفسنا ويخفف حمل الآخرين... وأن غاية المسيح في التجسد تكمن في تهيئة الطريق السليم للبشرية!

 

ولقصة المهد في ولادة السيد المسيح معانٍ سامية، ويمكن إلقاء الضوء عليها من خلال الآتي:

 

أولاً: اختار الله الرعاة ليبشرهم بميلاد السيد المسيح لأن هؤلاء الرعاة كانوا يبحثون عن الخلاص!

 

ثانيًا: في أيام هيرودس الملك، جاء المجوس من المشرق إلى أورشليم القدس وقالوا: أين هو المولود ملك اليهود؟

 

ثالثًا: عندما أمر اغسطس قيصر بإجراء احصاء للناس كل في مدينته، ذهب يوسف من الناصرة إلى بيت لحم موقع عشيرته، وبقيا هو ومريم هناك إلى أن ولدت ابنها وقمطته واضجعته في المذود حيث صنعت منه  مهدا للمسيح!

 

وتاريخيًا، تم بناء الكنيسة فوق المغارة التي ولد فيها المسيح، وسميت بداية باسم "كنيسة مريم" في القرن الثالث للميلاد... وأعيد بناء الكنيسة في القرن السادس للميلاد وسميت "كنيسة المهد" إلى يومنا هذا!

 

فالمسيح هو رمز السلام... المخلص ومنبع المحبة... وفي يوم مولده نصلي لأجل السلام العادل والشامل والتوقف عن الحروب والدمار والتشرد... وبصوت عالٍ وقوفًا وسجودًا دعونا نرنم مع البشرية: ولد المسيح ... ملك السلام والمحبة ... هللويا!!