موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
لمناسبة مرور 106 عامًا على ظهور العذراء مريم الأوّل في فاطيمة - البرتغال، اختَرتُ لكم رسالتين من الكتاب الأزرق -الحركة الكهنوتيّة المريمية -للأب استيفانو غوبّي والموثق من السّلطة الكنيسة ويُنشر بإذنها:
١- السنوات الدّامية للمعركة
"إنّكم تحتفلون اليوم بالذكرى الأولى لظهوري في فاطيمة. ما زلتم حتّى الآن في زمن هذا الظّهور...
إليكم مضمون الرسالتين النابعتين من قلب مريـم العذراء:
إنّ الصراع بين المرأة الملتحفة بالشمس والتنين الأحمر، قد بلغ في هذه السنوات أوجّه. لقد بسط إبليس مُلكه في هذا العالم. إنّه يسيطر الآن كمنتصر أكيد على العالم. إنّ القوى التي تأمر وتقود الأحداث البشريّة وفقًا لمخطّطاتها الفاسدة هي القوى الشريرة المظلمة والشيطانيّة. لقد نجحت في جعل البشريّة كلّها تعيش بدون الله، لقد بنوا أصنامًا جديدة تركع أمامها البشريّة لتعبدها: اللذّة، والمال، والكبرياء، والدناسة، والجاه، والكفر...
وهكذا انتشر في هذه السنوات العنف أكثر فأكثر، وجعلت الكبرياء قلوب الشرّ جامدة وبلا شعور وإحساس. واندفع الحقد مثل النار الحارقة. وتكاثرت الحروب في كلّ أنحاء العالم، كما وأنّكم تعيشون اليوم خطر حرب عالميّة ثالثة رهيبة ستُدمّر شعوبًا وأممًا، ولن يخرج أحد منها. لقد نجح إبليس في الدخول إلى قلوب المؤمنين، شعب الله الجديد، المفترى بدم يسوع. لقد دخل تحت لواء الخطأ والخطيئة، وضياع الإيمان، والجحود، والتسوية مع العالم والبحث عن الملذّات. لقد نجح في هذه السنوات في إغواء الكثيرين. لقد دخلت القوى الماسونيّة إلى المجتمعات المسيحية بالخفية وعن طريق الكذب و الغش والاحتيال.
إنّكم تعيشون السنوات الدامية من المعركة، لأنّ زمن الامتحان الكبير قد وصل الآن لكم جَميعًا. أخذ يتحقّق ما هو موجود في الجزء الثالث من رسالتي والذي لم يُكشف لكم بعد، ولكنّه الآن أصبح ظاهرًا بواسطة الأحداث نفسها. فلأجل تحضيركم لذلك، لقد أقمتُ في كلّ أنحاء العالم عَمَلي الذي هو الحركة الكهنوتيّة المريميّة. فهكذا قد اخترتُ أصغر أولادي وأفقرهم، وقُدتُه في كلّ مكان كوسيلة لتنفيذ تصميمي للخلاص والرحمة. بواسطته دَعَوتكم من كلّ مكان لتتكرّسوا لقلبي البريء من الدنس، ولتدخلوا إلى الملجأ الأمين الذي هيَّأَته لكم أمّكم السماويّة، ولتضاعفوا ندوات الصلاة لتكون لكم صواعق تحميكم من نار العقاب. كثيرون منكم قد استجابوا لي بمحبّة بنويّة وكرم كبير. إنّ مخطّطي الآن هو على وشك أن يتحقّق... وإنّي أنظر إليكم اليوم بمحبّة فائقة لأمّ تتعزّى وتتمجّد بكم.
إنّي أدعوكم للعيش بدون خوف، ولكن بثقةٍ ورجاء كبيرين في هذه السنوات الدامية من المعركة. ومن كأس الآلام التي لم يُعرَف لها مثيل حتّى هذا اليوم، ستخرج الشمس الإلهيّة لزمن جديد لم تعرفه البشريّة أبدًا، زمن النعمة والقداسة والحبّ والعدالة والفرح والسلام" (13 أيار 1993).
٢- رسالة رؤيويّة
"إنّ الرسالة التي أعطيتكم إيّاها في فاطيمة والتي ثار عدوّي ضدّها ستتحقّق في زمنكم، لكنّها ستظهر الآن بكلّ أهميّتها غير العاديّة بالنسبة إلى الكنيسة والبشريّة كلّها. إنّها رسالة رؤيويّة، تختصّ بنهاية الأزمنة ، إنّها تُعلِن وتُهيّئ عودة ابني يسوع في المجد.
إنّي أسكبُ أشعّة الحبّ ونور قلبي البريء من الدّنس على هذه البشريّة التي عادت إلى الوثنيّة وقد تغلّفت بنكران الله والتمرّد ضدّ شريعة المحبّة، وأفسدها الشرّ والخطيئة، وسيطر عليها إبليس كمنتصرٍ أكيد على العالم. إنّها تُنير الطّريق الذي عليكم سلوكه للعودة إلى التغيير والصّلاة والتّوبة.
إنّ قلبي البريء من الدّنس يغدو اليوم الوسيلة الأكيدة لخلاص البشريّة كلّها، فقط داخل قلبي الطاهر ستجدون الملجأ الوحيد في وقت العقاب والتقوية في ساعة الألم، والارتياح وسط العذابات التي لا تُوصَف، والنور في أيّام الظلمة الأكثر كثافةً، وترطيب القلوب والنفوس وسط ألسنة النار التي تُحرِق، والثقة والرجاء أمام يأس أصبح الآن عامًا.
سأسكُب أشعّة حبّي ونور قلبي الطاهر على الكنيسة التي أَظلَمت وجُرحَت وضُرِبَت وتمَّ خيانتها من أبنائها. عندما سيدخل الرّجل الثائر، إبليس، إلى داخلها ليُكمِل رجاسة الخراب، الذي سيبلغ أوجَّه في انتهاك القدسيّات، ويكون الجحود الكبير قد انتشر في كلّ مكان، عندما سيستقبل قلبي الطاهر البقيّة الصّغيرة الأمينة، التي تنتظر في الألم والصّلاة والرّجاء، عودة ابني يسوع في المجد.
لأجل ذلك، إنّي أدعوكم اليوم لتنظروا إلى النّور الكبير الذي انتشر من فاطيمة على تقلّبات عصركم، والذي أصبح قويًاً بشكلٍ خاصٍ في هذه الأزمنة الأخيرة. إنّ رسالتي هي رسالة رؤيويّة، لأنّكم وصلتم إلى جوهر ما أُعلن لكم في آخر وأهمّ ما كُتِب في الكتاب المقدّس. إنّي أوكِلُ إلى ملائكة النّور لقلبي الطّاهر، مهمّة قيادتكم لفهم هذه الأحداث (13 أيار 1994).