موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
"الله محبة"، "فمن أقام في المحبة أقام في الله، وأقامَ الله فيه".
هذا ما يقوله لنا القديس يوحنا الحبيب في رسالته الأولى وهو يَتكلَّم عن أصل المحبّة (يوحنا الاولى ٤: ١٦).
وقد أفاض الله حُبّه في قلوبِنا بالرُّوحِ القُدُسِ الذي وُهِبَ لنا (رومة ٥ :٥).
لقد أحبَّت مريم بكل قلبها وجوارحها فاستحقَّت أن تكون المختارة للأمومة الإلهية، وأحبَّت البشر فأعطتهم يسوع، وهي لا تزال تحبّنا وتفيض علينا النِعم وتُرشِدُنا إلى المحبة.
إنَّ أهم الهِبات التي منحنا اياها الله وأعظمها هي: "المحبة"، والتي بِهَا نُحِّبُّ الله فوق كل شيء والقريب حبًا بالله "أَحبِبْ الرَّبَّ إلهَكَ بكُلِّ قلبِكَ وكُلِّ نفْسِكَ وكُلِّ ذِهنِكَ. تِلكَ هي الوصيّةُ الكُبرى والأُولى. والثانيَةُ مِثلُها: أحببْ قريبَكَ حُبَّكَ اِنفسِكَ. بِهاتينِ الوصيَّتين ترتَبِطُ الشريعَةُ كُلُّها والأنباء" (متى ٢٢: ٣٧-٤٠).
ومن أجل أن تنمو المحبة في داخل النفسِ كالزرع الجيد في أرضٍ صالحة، وتأتي بِثِمارٍ صالحة وفيرة، يجب علينا نحن المؤمنين أن نصغي بثقةٍ بطيب خاطر إلى كلمةِ الله، لنتمّم بالعمل إرادته، ونمارس بإستمرار الأسرار المقدسة التي وضعها لنا ربنا يسوع في كنيسته كقنوات لِنِعَمِهِ، ولاسيما سر القربان الأقدس. وعلينا أن نواظب على الصلاة ونُكران الذات، والخدمة الأخوية المتجردة من أي مصلحة، وممارسة مختلف الفضائل الإلهية والإنسانية.
إنّ تلميذ المسيح الحقيقي، وابنَ العذراء مريـم، يُعرف من محبته سواء نحو رَبِّهِ أو نحو قريبهِ.
طوبى لمن يتعاطف مع هذه النِعَمْ ويُمارس المحبة فعلاً. بالإيمان والأعمال، لا بالقول، كما يقول لنا القديس يعقوب في رسالته: "وكذلك الإيمان، فإن لم يقترن بالأعمال كان ميتًا في حدِّ ذاتِهِ... فكما أنَّ الجَسد بلا روح ميت، فكذلك الإيمان بلا أعمال ميت" (رسالة القديس يعقوب ٢: ١٧ و٢٦).