موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
ترأس بطريرك السريان الكاثوليك اغناطيوس يوسف الثالث يونان، الجمعة 3 آذار 2023، القداس الإلهي على مذبح كاتدرائية الروح القدس في مدينة حمص السورية، وسام خلاله الخورأسقف يعقوب مراد مطرانًا على أبرشية حمص وحماه والنبك وتوابعها، باسم "يوليان يعقوب مراد".
وقبل المناولة، ذهب المطرانان العرّابان جهاد بطّاح وشارل مراد إلى وراء المذبح حيث يعتكف المطران المنتخب منذ بداية القداس، وهو مغطّى الرأس بخمارٍ أبيض، وأحضراه إلى وسط الخورس، ليسأله البطريرك يونان أن يقرأ صيغة إيمانه. ثمّ تلا غبطته صلاة وضع اليد واستدعاء الروح القدس، إذ صعد إلى المذبح وبسط يديه على الأسرار المقدّسة مرفرفاً فوقها، ثمّ وضع يده اليمنى على رأس المنتخَب، وغطّاه ببدلته الحبرية، فيما حمل المطرانان العرّابان كتاب الإنجيل مفتوحًا فوق رأس المنتخَب.
ووضع البطريرك يونان على رأس المرتسم المصنفة، وألبسه الغفّارة، والأمفوريوم (البطرشيل الكبير)، وسلّمه صليب اليد، وألبسه التاج. وبعدها أجلسه على كرسي، فحمله كهنة رافعينه ثلاث مرّات، وفي كلّ مرّة أعلن غبطته: "أكسيوس"، أي مستحقّ، وأجابه الإكليروس والشعب: "إنه أهلٌ لذلك ومستحقّ"، وسط تصفيق الحضور وأهازيج وتهاليل الفرح والسرور. وقرأ المطران الجديد إنجيل الراعي الصالح. وأجلس غبطته المطران الجديد على كرسي الأبرشية، مناديًا "أكسيوس".
ثمّ، وبحركةٍ ليتورجيةٍ رائعةٍ يتميّز بها الطقس السرياني، أمسك غبطته العصا الأسقفيّة من الأعلى، ووضع كلٌّ من المطارنة آباء السينودس المقدّس المشاركين يدَه تحت يد غبطته بالتدرّج بحسب أقدمية الرسامة الأسقفية لكلٍّ منهم، ووضع المطران الجديد بدوره يده تحت أياديهم. ثمّ رفع كلٌّ من غبطته والمطارنة يده عن العكّاز، فبقي العكّاز في يد المطران الجديد الذي بارك به المؤمنين.
بعدئذٍ تلا المطران يوسف عبّا كتابَ التولية الشرعية الذي وجّهه غبطته إلى المطران الجديد، وفيه يعلن غبطته عن رسامة المطران الجديد مار يوليان يعقوب مراد، وتوليته شرعًا على أبرشية حمص وحماة والنبك وتوابعها، حسبما تقتضيه القوانين الكنسية المرعية، مستعرضًا أهمّ مراحل حياة المطران الجديد وخدمته، مسلّماً إيّاه مقاليد المسؤولية ورعاية الأبرشية، وموصيًا إيّاه بالتعاون مع الإكليروس والمؤمنين في إدارة شؤون الأبرشية، بروح الراعي الصالح والخادم الأمين.
وبعد المناولة، أكمل المطران الجديد القداس الإلهي، وألقى كلمة أعلن فيها شعاره الأسقفي "وحِّد قلبي فأخافَ اسمك"(مز11/86)، شاكرًا العزّةَ الإلهية، والبابا فرنسيس، والبطريرك يونان، وجميع الحضور، مؤكّدًا أنّه "تلميذ الرب يسوع وابن الكنيسة السريانية التي تستمدّ اسمها من اسم أرض الوطن، وابن الأبرشية التي استقبلته عام 1989 ليكون أحد كهنتها، وأوّل راهب بعد انقطاع دام سنين". كما قدّم الشكر للراهب اليسوعي الأب باولو دالوليو، وجماعة دير مار موسى الحبشي الرهبانية في النبك، والتي إليها ينتمي.
وشكر سيادته أيضًا مجلس أساقفة حمص المسكوني قائلاً: "إقبلوني شريكًا معكم في مسيرتنا وسعينا لنحقّق رغبة يسوع في وحدة كنيسته هو وليس كنائسنا"، وكهنة الأبرشية، وأهله، وكلّ من كانت له بصمة روحية في مسيرته التكرّسية من أساقفة وكهنة وراهبات ورعايا وأصدقاء في الوطن وبلدان الاغتراب، مقدِّمًا الصلاة "من أجل أن يرفع الله عنّا الويلات، وينعم علينا وعلى بلدنا، رئيساً وحكومةً وشعباً، بالاستقرار والسلام والطمأنينة".