موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
المطران دال توزو خلال أعمال المنتدى (تصوير: أسامة طوباسي / أبونا)
بدأت يوم أمس الخميس وتستمر لغاية الأحد المقبل أعمال منتدى يُعقد في العاصمة القبرصية نيقوسيا، ويشهد مشاركة حوالي ثلاثمائة ممثل عن الكنائس الكاثوليكية في الشرق الأوسط، لمناسبة مرور عشر سنوات على صدور الإرشاد الرسولي "الكنيسة في الشرق الأوسط".
وفي مقابلة مع موقع "فاتيكان نيوز" الإلكتروني، اعتبر السفير الفاتيكاني في قبرص والأردن المطران جان بيترو دال توزو أنّ اللقاء يشكّل مناسبة ثمينة لتسليط الضوء على أوضاع المسيحيين في منطقة الشرق الأوسط. وقال: إنّ التحديات التي تواجهها تلك الجماعات كبيرة، خصوصًا وأن أمورًا كثيرة تبدّلت في المنطقة منذ صدور الإرشاد، لافتًا إلى أنه يفكر بالحرب في سورية، وما حصل مع تنظيم داعش، فضلاً عن الأوضاع الراهنة في العراق، والتوترات في إسرائيل والضفة الغربية.
وأكد أنّ السنوات العشر الماضية كانت بالغة الأهمية بالنسبة للعديد من بلدان المنطقة، معتبرًا أنّ التحدي الأكبر يتمثّل اليوم في تراجع الحضور المسيحي في المنطقة، والذي لا يتعلق بهجرة المسيحيين وحسب إنما أيضًا بتراجع عدد رجال الدين المسيحيين. ولفت إلى أن المنتدى ينوي طرح بعض التساؤلات: ما هو معنى حضور المسيحيين في تلك المنطقة؟ ما هي دعوتهم؟ وقال إن هذا هو التحدي الأكبر اليوم.
المواطنة
وتوقف المطران دال توزو عند موضوع المواطنة، أي اعتبار المسيحيين في الشرق الأوسط مواطنين في بلدانهم. وأشار إلى أن المسيحيين يريدون أن يقدموا إسهامًا تامًا في حياة بلدانهم، مؤكدًا أنه لا بد من الإقرار بمفهوم المواطنة هذا الذي ينطبق على جميع المواطنين في بلد معين بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية، كما ينبغي أن يتم الإقرار بواقع تاريخي ألا وهو أن المسيحيين يشكلون جزءًا لا يتجزأ من تلك الشعوب.
وأضاف السفير الفاتيكاني في الأردن وقبرص، إنّ المسيحيين في الشرق الأوسط ليسوا ضيوفًا في تلك المنطقة لأنهم يتواجدون فيها منذ بداية المسيحية، ويريدون أن يقدموا إسهامهم لصالح نمو المجتمعات، وبالتالي لا بدّ من الإقرار التام بحقوقهم.
شركة وشهادة
وفي سياق حديثه عن مفهومي الشركة والشهادة، اللذين شكلا ركيزة الإرشاد الرسولي خصوصًا وأن البابا بندكتس السادس عشر تحدث عن دور الحركات والجماعات الجديدة، توقّف المطران دال توزو عند أهميّة الدفع الإرسالي الذي يخص الكنيسة بأسرها، موضحًا أن البابا فرنسيس قدّم هو أيضًا إسهامًا كبيرًا على هذا الصعيد، ولفت إلى أن الكنائس في الشرق الأوسط مدعوّة إلى تجديد هذا الدفع الإرسالي الذي تحدث عنه البابا راتزينغر.
واعتبر أنّ الرسالة تتحقق من خلال الشركة والشهادة، مضيفًا أن المسيحيين في الشرق الأوسط يشهدون لإيمانهم منذ قرون طويلة. ولفت على سبيل المثال إلى الخدمة القيمة التي تقدمها المدارس المسيحية في المنطقة إذ توفر التعليم لجميع التلامذة على اختلاف انتماءاتهم الدينية، فضلا عن الخدمات الاجتماعية والصحية التي يقدمها المسيحيون في الشرق الأوسط. وشدد على أن الشهادة لا تتم بمعزل عن الشركة، إذ إن الكنائس المحليّة قادرة على إظهار الوحدة على الرغم من اختلاف تقاليدها.
في ختام حديثه لموقع "فاتيكان نيوز" الإلكتروني، أكد المطران جان بيترو دال توزو أنّ موضوع اللقاء يتمحور حول الرجاء الذي يولد من الإيمان، وبالتالي من الأهمية بمكان أن يُجدد الإيمان كي يُعطى الرجاء للمسيحيين في الشرق الأوسط، لافتًا إلى الدعوات المستمرة لضمان مشاركة أكبر للعلمانيين في حقل البشارة.