موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
بعض من المشاركين في اللقاء التحضيري الأول
أقيم مساء السبت الماضي، اللقاء التحضيري الأول للمقلبين على سرّ الزواج المقدّس في الكنيسة اللاتينية في الأردن، بتنظيم من مكتب راعوية الزواج والعائلة التابع لمطرانيّة اللاتين في عمّان بإدارة الأب بشير بدر. الذي بدوره رحب بالحضور، وشاكرًا على الاستجابة لهذه الدعوة لتنظيم دورة الخطاب لهذا العام، والتي تأتي تحت شكل الاتصال الرقمي بسبب ظروف الجائحة. وبعد ترنيمة افتتاحية، تلى المشاركون "صلاة الخطّيبين" التي ترافقهم في هذه المرحلة التحضيرية.
وقدّم الاب بدر الذي تسلم مهام ادارة المكتب الجديد منذ أشهر، برنامج لقاءات هذه العام التي ستدور حول العهود الزوجية وحقيقة الرباط المقدس الذي دعا إليه قداسة البابا في الإرشاد الرسولي:"فرح الحب". "يجب لرعوية ما قبل الزفاف ولرعوية الزواج أن تكونا، قبل كل شيء، رعويةَ الرباط الوثيق"1. فقال الأب بشير بأن وعود الزواج وتبادل الرضى هي قلب الإحتفال الليتورجي لسر الزواج المسيحي، لأنه العنصر الأساسي "المكوّن للزواج"2. هذه العهود الزواجية تستطيع أن تثري البرنامج وتحفّز مسيرة الإستعداد بأبعاد إنسانية ولاهوتية وروحية وعاطفية وعملية مع تفكير صريح وجاد ونقاش مثير وناضج. وتستطيع هذه الوعود الثلاثة أن تجعل الخطّاب يحولون تركيزهم لينفتحوا على تبني القناعات المسيحية، حول الحب والأمانة والإنفتاح على الحياة، مع فهم حقيقة وطبيعة وروحانية العلاقة الزوجية وتعميق الإلتزام لدعوتهم إلى الحياة الزوجية.
ونوّه الأب بدر بأنّ ثلاثة لقاءات ستكون بهذا الشكل، بالإضافة إلى اللقاء الرابع الذي سيكون مع كاهن الرعيّة للتحضير الليتورجي والكنسي المباشر لسر الزاوج المقدّس. وقُسمّت اللقاءات الثلاثة على الأسئلة الثلاثة التي يطرحها الكاهن أثناء الإكليل، حول: الرضى المتبادل، والتعهّد بالمحبة والاحترام طول أيام الحياة، وتقبّل البنين بحب من يدي الله وتربيتهم بموجب شريعة المسيح والكنيسة. فالوعود تمتحن في الصميم وعي الخطيبين لما يقدمان عليه من إرتباط مقدس لا رجعة فيه. إنها تستحق تركيزا أعمق في التحضير لما تحتويه من أجوبة على تساؤلات الجيل الجديد، أمام تحديات العولمة والثقافة المعاصرة التي تختزل الحرية بما يعجبني، والحب بما يسرني، والعهد بما ينفعني.
وعلى هذا الأساس جرى اللقاء الذي تحدّث به النائب البطريركي للاتين في الأردن المطران وليم شوملي عن الرضى المتبادل. يا فلان ويا فلانة، هل جئتما هنا لتَعْقدا الزواج، بحريةٍ تامة ورضى أكيد وبلا إكراه؟
وضمنت الكلمة اقتباسًا من البابا فرنسيس، بقوله: "أحيانًا لا يدرك المخطوبان الوزن اللاهوتي والروحي للرضى الزواجي، والذي يضيء معنى كل الأفعال اللاحقة. لذلك فمن الضروري توضيح أن هذه الكلمات لا تقتصر فقط على الزمن الحاضر؛ إنما تنطوي على مجمل ما سيتضمنه المستقبل: "حتى يفرقهم الموت"3. ضمن هذا السؤال عن الحرية والرضى عرض سيادة المطران الزواج كما أراده الله الخالق ودعوته للرجل والمرأة. وبيّن ان الكنيسة هنا لا تتحقق من حرية القرار الشخصي الواعي للإرتباط فقط، بل يشمل هذا السؤال أيضا الإعلان عن قبول الدخول في العهد الذي لم يتغير "منذ البدء". أنه عهد الشركة والعلاقة الشخصية بين الـ"أنا" والـ"أنت" في فعل تقديم الذات الكامل والمتبادَل: الإرادة التي تتكامل مع عواطف القلب ومنطق الفكر للشريك؛ لأن العلاقة بين رجل وامرأة في الزواج تنبع من صميم كيان الإنسان وتشمل كل الإنسان.
ثم ناقش المطران شوملي موضوع الزواج كسر مقدس وكعلامة لعهد الحب بين المسيح والكنيسة مبينا الفرق عن الزواج كعقد. فالحرية المقدّمة تتفاعل مع النعمة الإلهية لتقودها إلى أين وكيف تتوجّه في جميع المستويات الجسدية والعاطفية والروحية والشخصية. إن الحرية التي يعلنها العروسان أمام الرب لا يمكن إختزالها في إختيار الزواج، بل في قبول عطية مقدسة.
وفي نهاية اللقاء الأول الذي جمع ما يقارب الـ50 عائلة مستقبلية جرى نقاش حول المحور الاول لهذه اللقاءات الاستعدادية لقبول سر الزواج المقدس.
1 الإرشاد الرسولي فرح الحب، رقم 215
2 التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، (رقم 1626)
3 الإرشاد الرسولي فرح الحب، رقم 214.