موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
تم يوم أمس السبت اعلان طوباوية الراهب "البواب" سولان كيسي، من الرهبنة الكبوشية، في قداس احتفالي في مدينة ديترويت الأميركية، ترأسه عميد مجمع دعاوى القديسين في الفاتيكان الكاردينال أنجلو أماتو، بمشاركة 60 ألفًا من المؤمنين. وصادق الفاتيكان على إعلانه طوباويًا، إثر شفائه العجائبي للمعلمة باولا ميدينا زاراتيه التي كانت تتألم بمرض جلدي نادر، فزارت قبره ونالت الشفاء.
وقد استطاع الكاهن المتواضع من الوصول إلى القداسة من خلال استجابته لجميع أولئك الذين يقرعون باب ديره؛ فقد كان كان الراهب الكبوشي قليل الرغبة باللاهوت حتى منعه رؤساره من الوعظ، لكنه كان قادرًا على الاستجابة لأولئك الذين طرقوا باب ديره في نيويورك، وإظهار رحمة الله الكاملة.
ولد بارني عام 1870 من عائلة إيرلندية من ولاية ويسكونسن. وعمل في العديد من الوظائف بما في ذلك سائق قطار. عندما بلغ الواحد والعشرين من عمره، التحق بمعهد ميلووكي الإكليريكي. إلا أن الطريق التي سلكها نحو الكهنوت لم تكن بهذه السهولة. لم يستفسر أيًا من رؤسائه عن تقواه، ولكن لم تكن الدراسات اللاتينية واللاهوتية ضمن ميوله. والسبب في ذلك يعود إلى أن المعهد الإكليريكي لم يعتبره شخصًا مناسبًا للكهنوت.
لهذا اختار دخول الرهبنة الكبوشية في ديترويت بعد عام واحد، وفي عام 1897 أخذ اسم الأب فرنسيس سولانو، وهو اسم المرسل العظيم من البيرو الذي أحب الفقراء وجمعهم للصلاة مستعملاً الكمان، وهي نفس الأداة التي أحب الشاب كيسي أن يدق أنغامه عليها. على الرغم من أنه كان للكبوشيين أيضًا شكوك حول قبوله في الكهنوت، تمت أخيرًا رسامة فرنسيس سولانو لكن فقط "ككاهن بسيط"، لا يعهد له بمهام الوعظ والاعتراف.
لم يعتبر الأب سولين (الذي كان دائمًا يرد على جميع الاعتراضات من خلال وضع حياته في يد الله) ذلك تقليلاً من شأنه وإنما دعوة لاستثمار القداسة من خلال التواضع. وعمل بذلك في هارلم، منطقة الحدود في منطقة نيويورك، حيث تم تعيينه للعمل هناك. وظل هناك لمدة عشرين عامًا يقوم بأبسط مهام البواب. ومع ذلك، كانت الإستجابة على جميع أولئك الذين يقرعون الجرس رسالة حياته. وكان عند الباب، يلتقي الناس من كل الأعمار والظروف. كانوا نساء ورجال غالبًا ما كانوا يحملون على أكتافهم المصاعب والمعاناة، وطلب النصح والصلاة. كان الجميع يدرك أن الأب كيسي يرحب بالجميع في أي وقت من النهار أو الليل.
بعد قضائه عشرين عامًا في نيويورك، بين هارلم ويونكرز، تم نقله إلى دير القديس بونافنتورا في ديترويت، حيث استمر بتقديم رسالته في خدمات الاستقبال والإرشاد. وزاره أناس كثر من نيويورك وديترويت لتقديم الشكر له على نصائحه أو لصلاة معينة تمت الإستجابة عليها. وهكذا، وبناءً على مشورة الأب الإقليمي، بدأ يسجل في كتيب تلك النعم الصغيرة أو الكبيرة التي تلقاها الناس الذين التقى بهم. استعمل سولانو خلال حياته سبعة من هذه الكتيبات مع أكثر من ستة آلاف من الإدخالات. وكان يعزي البركات دائمًا إلى رحمة الله فقط، ويطلب بالمقابل فقط الحب ومساعدة البعثات الكنيسة.
وقد توفي في 31 تموز 1957 بعد وقت قصير من إصابته بمرض.