موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأربعاء، ٧ سبتمبر / أيلول ٢٠٢٢
جيسيكا حنا، امرأة حامل مصابة بالسرطان.. رفضت الإجهاض واختارت الحياة

أبونا :

 

تمّ تشخيص السيّدة جيسيكا حنا، وهي أم لأربعة أطفال، إصابتها بسرطان الثدي عندما كانت حاملاً بابنها الرابع، في الأسبوع الرابع عشر. وقد نصحها العديد من الأطباء بإجراء عملية إجهاض لكنها رفضت، واختارت "الحياة" بدلاً من ذلك.

 

وصفت جيسيكا في مقابلة مع برنامج "مع الحياة" الأسبوعيّ على شبكة التلفزة الكاثوليكيّة العالميّة EWTN، في الأوّل من أيلول الحالي، كيف أن هذا الحمل كان مختلفًا تمامًا عن الثلاثة السابقة بقولها: "لقد دعاني الله في هذا الحمل إلى شيء كبير جدًا".

 

قبل الحمل، لاحظت حنا بروز في منطقة الصدر. أخطأ الأطباء بداية في تشخيصه قائلين إنه كان حميدًا. بعد أسبوعين اكتشفت أنها حامل. وفي أوّل موعد لها في قسم النسائيّة والتوليد، طلبت من الأطباء فحصها مرة جديدة، ليتبيّن أنها مصابة بسرطان الثدي. بداية، اعتقد الأطباء أنه ورم صغير في المرحلة الأولى. مع ذلك، وبعد الخضوع لعملية جراحيّة، قيل لها أن حجم الورم يبلغ 13 سم، وفي المرحلة الرابعة، مما يعني على الأرجح أنّ السرطان كان في مرحلة الانتشار.

 

سولين كيسي وجيانا بيريتا مولا

 

توضّح حنا، المدافعة المتحمّسة لقيم الحياة والتي شاركت خبرتها هذه عبر الإنترنت ومع الأشخاص في حياتها، كيف أنّ دفاعها عن الحياة قد حملها إلى عيش إيمانها الراسخ بشكل حقيقيّ. وتشير إلى أنّها، وبعد كلّ علاج كيميائي، كان تُصلي عند ضريح الطوباوي الأب سولين كيسي، في مدينة ديترويت، مسقط رأسها. وتتذكّر قائلة: "صليتُ عند قبره من أجل أن أشفى بأعجوبة، وأن يخرج ابني جميلًا وبصحة جيّدة".

 

أمّا القديسة الأخرى التي التجأت إليها فقد كانت القديسة جيانا بيريتا مولا. تمّ تشخيص حالة القديسة جيانا أيضًا بمرض يهدّد حياتها أثناء الحمل. وتوضّح حنا أنها، على غرار القديسة جيانا، اختارت أن تقوم أثناء الحمل ببعض العلاجات التي لا تعرّض طفلها للخطر.

 

وأشارت حنا إلى أنّ "كثيرًا من الناس لا يدركون أن العلاج الكيميائي يمكن أن يكون آمنًا تمامًا أثناء الحمل". وتضيف: "لقد اخترت طريقًا وسطيًّا وفيه أقوم بتلقي العلاج الكيميائي مع بعض التعديلات. لقد كانت (القديسة جيانا) مصدر إلهام كبير بالنسبة لي".

طريقان

 

بعد تشخيص حالتها، شعرت جيسيكا أن الله كان يدعوها إلى شيء ما.

 

لم تكن متأكدة ما سيحمل المستقبل لها. لقد أنشأت حسابًا على وسائل التواصل الاجتماعي بعد يومين من تشخيصها بمرض السرطان لمشاركة رحلتها هذه مع الآخرين، كما ولإنشاء جماعة صلاة حيث يمكنها الصلاة مع أصدقائها وتقديم معاناتها من أجل نواياهم.

 

تقول جيسيكا حنا: "اعتقدت أنه لا ينبغي أن تذهب أية معاناة سدى". وتضيف قائلة: "لا أعرف إلى أين كان الله سيقودني. هل سيأخذني إلى طريق أظهر للناس من خلاله كيف يموتون بامتنان، لنعمته ورحمته؟ أم في طريق سيظهر فيه معجزة؟".

 

وتابعت في المقابلة: لقد "قرّرت استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بغض النظر عما كنتُ آمل أنّه سيحدث، فالثقة بالله هي الأهمّ بالنسبة لي.. ويعني أنك ستتخلى عن كلّ رغباتك وعن كلّ شي تريده، وأن تذهب عند أقدام الصليب، وتدعه هو يعتني بكلّ هذا".

ثلاث نصائح

 

وتقدّم حنا ثلاث نصائح للنساء اللواتي يجدن أنفسهن في مواقف مماثلة.

 

ᐊ أولاً، كونها صيدلانيّة، فهي تشجّع النساء على البحث دائمًا عن آراء طبيّة عديدة قبل اتخاذ القرار.

 

تشير إلى أنّها تلقت من ثمانية إلى عشرة آراء طبيّة قبل المضيّ قُدمًا في العلاج. أخبرها طبيبان بضرورة إنهاء الحمل، لكنها أوضحت لهما أن "هذا ليس ضروريًا على الإطلاق. فتوقعات سير المرض لم تتغير. لم تتغير خطتي العلاجيّة – سواء كنت حاملاً أم لا".

 

ᐊ ثانيًا، اللجوء إلى السيدة العذراء.

 

شدّدت على أن "القديسة مريم العذراء هي شخص تعلم جيّدًا ما هو الشعور بالحزن عندما يتعلق الأمر بطفلك والخوف عليه". تقول: "لذا، إذا لجأت إليها، فإنها ستأخذ كلّ هذه المخاوف، وستحملها إلى ابنها، وستطلب منه، معك، لكي يصبغ رحمته عليك وعلى طفلك".

 

ᐊ أخيرًا، وحِّد آلامك بصليب المسيح.

 

تقول: "سواء كان ألمك بسيطًا، كوكزة وريدية وأنت دائم التفكير في تحريك أظافر يديك وقدميك، أو إن كنت تعاني من ألم وأنت تنتظر نتائج الفحوصات أو صور الأشعة، ففكر في المعاناة التي عاشها السيد المسيح في بستان الزيتون" قبل آلامه.

 

بعد ولادتها، كانت فحوصات جيسيكا حنا واضحة - لم يكن هناك ما يشير إلى أنّ السرطان قد انتشر إلى أعضاء أخرى أو العقد الليمفاويّة. إنّ تشخيصها النهائي قد شفي الآن. وقد سمّت ابنها توماس سولين. تمّ إرفاق هذه الحالة في قضية إعلان قداسة الكاهن سولين كيسي.

 

 

(ترجمة عن: وكالة الأنباء الكاثوليكيّة)