موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٣ أغسطس / آب ٢٠٢٠
البابا للمشاركين في لقاء ميديغوريه للشباب: يسوع يعطي الحياة معناها الحقيقي

فاتيكان نيوز :

 

تستضيف منطقة ميديغوريه حاليًا لقاء صلاة دولي للشباب، بدأت أعماله يوم السبت الموافق الأول من آب الحالي على أن تنتهي في السادس منه. يشهد اللقاء مشاركة شبان وشابات من مختلف أنحاء العالم ويجري تحت عنوان "تعالوا وانظروا"، ويشكل مناسبة للصلاة والتأمل والتعليم الديني وعيش الأخوّة.

 

وللمناسبة، وجّه البابا فرنسيس رسالة إلى المشاركين في اللقاء أشار إلى أن تجمع الشباب يشكل مناسبة للالتقاء بيسوع المسيح الحيّ، لاسيما من خلال الإفخارستية التي يُحتفل بها ويُسجد لها، ومن خلال سر المصالحة أيضًا. وهكذا يتمكن الشبان من اكتشاف نمط آخر للعيش يختلف تمامًا عما تقدّمه ثقافة اليوم التي تشدد على أهمية أن يتمتع الإنسان باللحظة التي يعيشها وتعتبر أنه لا يوجد أي شيء دائم وأبدي.

 

وتوقف البابا عند عنوان اللقاء "تعالوا وانظروا"، مذكرًا بأن الرب وجّه هذه العبارة لتلاميذه، وهو يوجهها اليوم أيضًا إلى الشبيبة، طالبًا منهم أن يرافقوه ويمكثوا معه. وأضاف فرنسيس إنّ الرب يسوع حيّ ويريد من كل واحد منا أن يحيا، وفيه يكمن جمال هذا العالم وفتوّته. وكل ما يلمسه الرب يصبح فتيًا وجديدًا، ويمتلئ بالحياة والمغزى. وسلط البابا بعدها الضوء على إنجيل القديس يوحنا الذي يحدثنا عن التلميذين اللذين تبعا يسوع ومكثا معه. وظلت محفورة في ذهنهما خبرةُ اللقاء مع الرب يسوع، حتى أن أحدهما يتذكّر الساعة التي دعاه فيها الرب، إذ كانت الرابعة من بعد الظهر.

 

وقال: إنّ الإنجيل يخبرنا أن التلميذين صارا "وسيطين" إذ مهّدا الطريق أمام أشخاص آخرين كي يلتقوا بالرب ويتعرفوا عليه ويتبعوه. فقد توجه أندراوس فورا إلى شقيقه سمعان وقاده إلى يسوع، وسرعان ما أعطاه الرب اسم "بطرس". وهذا الأمر يُظهر أن اللقاء مع يسوع يجعل من الشخص إنسانًا جديدًا، وينال رسالة نقل هذه الخبرة إلى الآخرين مبقيًا الأنظار موجهة صوب الرب. ولفت إلى أن الشبان المشاركين في ميديغوريه سمعوا صوت الرب يقول لهم "تعالوا وانظروا"، وقد شعروا برغبة السير قدمًا. وشجعهم على أخذ الوقت اللازم ليمكثوا مع الرب، وليمتلئوا  بروحه ويكونوا جاهزين لهذه المغامرة المدهشة.

 

وأضاف: إنّ عبارة "تعالوا"، لا تعني الانتقال جسديًا وحسب، إنما تحمل معنى روحيًا عميقًا. إنها تدلّ إلى مسيرة الإيمان التي تقود إلى الفعل الثاني أي "انظروا"، أي أن نختبر الرب، ونرى بفضله المعنى التام والنهائي لوجودنا. وأكد أنّ العذراء مريم تشكل نموذجًا ومثالاً للكنيسة المستعدة لاتّباع المسيح، بنضارة ووداعة. والقوة الكامنة وراء كلمة "نعم" التي قالتها للملاك تؤثّر فينا دومًا. كلمة "نعم" تعني أنها كانت مستعدة للمجازفة، مدركة أنها ستحمل وعدًا، ولم تحصل على أي ضمانات أخرى. وعبارة "ها أنا أمة الرب" التي تفوّهت بها تخبرنا بما يحصل مع الإنسان عندما يقرر أن يضع نفسه بين يدي الله وبحرية تامة.

 

وذكّر البابا فرنسيس الشبان المجتمعين في ميديغوريه بأن العذراء مريم تسهر على أبنائها الذين يسيرون بتعب، لكن يأملون بألا تنطفئ شعلة الرجاء. وهذا ما نريده، وأمنا تنظر إلى هذا الشعب الحاج، إلى الشبان الذين تحبهم ومن يبحثون عنها محافظين على الصمت في قلوبهم على الرغم من الضجيج والصخب المحيطَين بنا. وفي الختام شجع قداسته الشبان والشابات على متابعة السير إلى الأمام، وسأل الروح القدس أن يعضدهم، مشيرًا إلى أن الكنيسة تحتاج إلى زخمهم وحدسهم وإيمانهم.