موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
قال البابا فرنسيس إنه يعتزم إعلان القديس إيريناوس معلمًا للكنيسة، بلقب "معلم الوحدة".
جاء ذلك خلال خطاب ألقاه قداسته أمام "مجموعة عمل القديس إيريناوس"، وهي مجموعة من اللاهوتيين الكاثوليك والأرثوذكس الذين أجروا دراسة حول الأوليّة والسينودوسيّة، والمجتمعين معًا في المعهد الدراسات المسكونيّة في جامعة الأنجيليكوم بالعاصمة الإيطاليّة روما لحضور دورتهم السنويّة.
وقال البابا فرنسيس الخميس 7 تشرين الأول 2021: "إنّ شفيعكم القديس إيريناوس من ليون، والذي سأعلنه قريبًا وبكلّ سرور معلمًا للكنيسة، بلقب معلم الوحدة، قد جاء من الشرق ومارس خدمته الأسقفيّة في الغرب، وكان بمثابة جسر روحيّ ولاهوتي كبير بين مسيحيي الشرق والغرب".
وأوضح بأنّ اسم إيريناوس يحمل مطبوعًا فيه كلمة سلام، مشددًا بأنّ "سلام الرب ليس سلام مفاوضات، أو ثمرة اتفاقيات تهدف إلى حماية المصالح، إنما سلام يصلحنا ويعيد إدخالنا في الوحدة"، مشجعًا الحضور، بمساعدة الله، على هدم جدران التفرقة وتشييد جسور الشركة، لأنه كما يكتب بولس الرسول: "هُوَ سَلامُنا، فقَد جَعَلَ مِنَ الجَماعتَينِ جَماعةً واحِدة وهَدَمَ في جَسَدِه الحاجِزَ الَّذي يَفصِلُ بَينَهما، أَيِ العَداوة".
والقديس إيريناوس هو أسقف وكاتب من القرن الثاني يحظى بالتقدير من قبل الكاثوليك والأرثوذكس على حدّ سواء، وهو معروف بدحض هرطقات الغنوصيّة من خلال الدفاع عن إنسانيّة السيد المسيح وألوهيته. وبذلك، سيكون القديس إيريناوس أول شهيد يحصل على هذا اللقب.
وكان مجلس الأساقفة الكاثوليك في الولايات المتحدة قد صوّت العام الماضي لصالح إعلان القديس إيريناوس معلمًا للكنيسة، بناءً على طلب الكاردينال فيليب برباران، رئيس أساقفة ليون آنذاك. وقد أرسلوا موافقتهم إلى الفاتيكان لينظر فيها البابا فرنسيس.
يُشار إلى أنّ البابا فرنسيس قد أعلن القديس كريكور الناريكي، الراهب الأرمني من القرن العاشر، معلمًا للكنيسة في العام 2015. كما أعلن البابا بندكتس السادس عشر القديس يوحنا الأفيلي (1500-1569) معلمًا للكنيسة في العام 2011، والقديسة هيلدغارد من بينغن (1098-1179) معلمة للكنيسة في العام 2012.
القديس إيريناوس (حوالي 130-202) هو أسقف مدينة لوغدونوم في بلاد الغال (مدينة ليون بفرنسا في يومنا الحاضر). هو أحد أشهر آباء الكنيسة الأوائل ومن أهم المدافعين عن العقيدة المسيحية، واشتهر بدوره في اتساع انتشار المجتمعات المسيحيّة في المناطق الجنوبيّة من فرنسا الحاليّة، وعلى نطاق أوسع في تطوير اللاهوت المسيحيّ من خلال محاربة البدع وتعريف العقيدة المسيحية الحقّة.
وكانت كتاباته تقويمية خلال فترة بداية انتشار ونمو علم اللاهوت المسيحي. كما كان القديس إيريناوس مستمعًا للأسقف بوليكاربوس، والذي كان بدوره تلميذًا للقديس يوحنا الإنجيلي. كتب العديد من الكتب، أهمها كتابه الشهير "ضد الهرطقات" (حوالي عام 180)، حيث قدّم فيه تفنيدًا دقيقًا ضد الهرطقة الغنوصيّة، التي كانت تُعد آنذاك خطرًا حقيقيًا يُهدد الكنيسة ووحدتها.
قدّم ثلاثة أركان للمسيحيّة الحقّة: الكتب المقدسة، التقليد المتوارث عن الرسل، وتعليم خلفاء الرسل. وباعتباره واحدًا من أهم علماء اللاهوت، تحدّث عن عناصر ومقومات الكنيسة الجوهريّة، خاصة حول الأساقفة والكتاب المقدس والتقليد الكنسيّ. وخلال دفاعه عن المسيحية ضد البدع الغنوصيّة، أكدّ بأنّ الكنائس المؤسّسة من قبل الرسل هي وحدها القادرة على تقديم تفسير قويم لآيات الكتاب المقدس.
تمنحه كل من الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية الشرقيّة رسميًّا لقب قديس. وفي عام 1920، تم اعتبار يوم 28 حزيران من كل عام عيدًا في التقويم الليتورجي الكاثوليكي الروماني. وتحتفل الكنيسة اللوثرية بذكرى القديس إيريناوس في 28 حزيران من كلّ عام حيث تُعد حياته مثالًا للحياة المسيحية النموذجية المثالية. كما تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية بعيده في 23 من آب.