موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٢١ يناير / كانون الثاني ٢٠٢٢
القديس إيريناوس... خطوة إلى الأمام نحو منحه لقب معلم للكنيسة

فاتيكان نيوز :

 

استقبل قداسة البابا فرنسيس، الخميس 20 كانون الثاني 2022، عميد مجمع دعاوى القديسين الكاردينال مرتشيلو سيميرارو، واقترح عليه أن يقبل الرأي الإيجابي للجمعية العامة للكرادلة والأساقفة أعضاء مجمع دعاوى القديسين، حول منح لقب معلم للكنيسة للقديس إيريناوس، أسقف ليون في القرن الثاني.

 

وكان البابا فرنسيس قد تحدث عن هذا الموضوع في 7 تشرين الأول الماضي عندما التقى بفريق عمل القديس إيريناوس الأرثوذكسي الكاثوليكي المختلط إذ قال: "بكل سرور سأعلن شفيعكم معلمًا للكنيسة". وفي تلك المناسبة وصفه الأب الأقدس بالجسر الروحي واللاهوتي الكبير بين المسيحيين الشرقيين والغربيين"، مشددًا على أن اسمه يحمل مطبوعًا في داخله كلمة سلام.

 

 

من هو القديس إيريناوس؟

 

ولد القديس إيريناوس في سميرنا بآسيا الصغرى بين سنة 130 وسنة 140 بعد المسيح من عائلة مسيحية من أصول يونانيّة. وتتلمذ لأسقفها القديس بوليكاربوس، وتسلم منه التقليد اليوحناوي، لأن بوليكاربوس كان تلميذًا للقديس يوحنا اللاهوتي الإنجيلي.

 

في العام 170 ترك آسيا الصغرى وذهب إلى فرنسا لكي يعلن الإنجيل للشعوب القِلطيّة والجرمانية. وبعد الموت المأساوي للأسقف بوتينوس في السجن عام 177، تم استدعاء إيريناوس ليخلفه على رأس مدينة ليون، ومنذ ذلك الحين كرس نفسه بالكامل للخدمة الراعوية التي انتهت في عام 202 عندما استشهد في مذبحة مسيحيي ليون تحت حكم الإمبراطور سيبتيموس سيفيروس. دُفِن في كنيسة القديس يوحنا التي سميت فيما بعد على اسمه كنيسة القديس إيريناوس.

 

 

مدافع عن العقيدة

 

واجه البدعة التي مثّلتها الغنوصية في الإطار المسيحي وانتشار الفلسفة الأفلاطونية الحديثة بين الوثنيين، والتي كان لديها بعض الصلات بالمسيحية، من خلال الانفتاح على الحوار وقبول بعض المبادئ العامة. كذلك يمكن اعتبار القديس إيريناوس أول لاهوتي كبير في الكنيسة. ونجد في محور تفكيره "قاعدة الإيمان" ونقلها، أي مسألة التقليد الرسولي.

 

كان إيريناوس يؤكِّد أنّ الرسل علّموا إيمانًا بسيطًا يقوم على وحي الله. وأنّه لا توجد عقيدة سرية وراء قانون الإيمان المشترك للكنيسة، ولا توجد مسيحية أسمى خاصة بالمثقفين. وبالتالي فالحقيقة والخلاص ليسا امتيازًا أو احتكارًا لقليلين، وإنما يمكن للجميع أن يبلغوهما. كما كان يؤكّد أنّه على جميع الكنائس المحليّة أن تتبع كنيسة روما. ويكتب في الواقع: "نظرًا لأهميّة هذه الكنيسة من الضروري أن تجتمع فيها كلُّ الكنائس، أي المؤمنين المنتشرين في كل مكان، لأنها قد حافظت على تقليد الرسل على الدوام".

 

وقد بقي لدينا فقط عملين من أعمال القديس إيريناوس، أسقف ليون: الكتب الخمسة "ضد الهرطقات" و"شرح الوعظ الرسولي"، الذي يُعتبر أقدم تعليم مسيحي في العقيدة المسيحية. وقد كان الهدف من كتاباته على الدوام الدفاع عن العقيدة الصحيحة وتقديم حقائق الإيمان بوضوح، ولكن يظهر في أعماله أيضًا "الراعي الصالح" الذي يعتني بالضالين.