موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
الأب بشير بدر، كاهن رعية قلب يسوع الأقدس للاتين في ناعور - الأردن
يبدأ الأنجيل المقدس (والعهد الجديد) برواية بشارة السيدة العذراء، حيث يقوم الملاك جبرائيل برحلة مدهشة من السماء الى بيت في ناصرة الجليل ليعلن أن الله يخرج من مقدسه البعيد ليأتي وينغمس في حياة البشر. "الكلمة صار بشرًا، وسكن بيننا".
يدخل الله عالم البشر من خلال بيت مريم المتواضع ليدخل تفاصيل حياة البشر اليومية وتصبح عذراء الناصرة الباب الملوكي المفتوح على اللانهاية، والنافذة التي تطل على السماء.
أبدع المهندس الايطالي جيوفاني موزيو في هندسة كنيسة البشارة في الناصرة لتظهر سر البشارة هذا بأسلوب رائع. فهي مكونة من طابقين علوي يمثل السماء وسفلي يشير إلى الأرض.
في مركز الطابق السفلي تقع المغارة (بيت السيدة العذراء). هذه المنطقة تتميز بالعتمة النسبية لتحافظ على أجواء من الغموض الذي يلف سر البشارة العجيب.
وأما الطابق العلوي فيظهر قوة التصميم المعماري في بناء الكنيسة. فالقبة الكبيرة التي ترتفع 60 مترًا مفتوحة إلى الأسفل وكأن السماء تنفتح على الأرض وتدخل الضوء إلى الكنيسة وكأنها تحمل نور السماء إلى الأرض. وصمّمت القبة على شكل زهرة زنبق هائلة لترمز إلى طهارة مريم العذراء عليها أشرف السلام.
يا سيدة البشارة، في هذه الأيام التي تبدو فيها البيوت كأنها سجن خانق، ساعدينا أن نجعلها مكانًا للالتقاء بالله على مثالك، وبشّرينا بانتهاء الوباء وسلام البشرية.