موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
نُشرت في الثالث من كانون الثاني الحالي الترجمة الإيطالية الجديدة للإعلان المشترك حول عقيدة التبرير بين الكنيستين الكاثوليكية واللوثرية، والذي يعود تاريخُه إلى العام 1999، وقد شكّل هذا النصُّ خطوةً مقرّرة على درب الحوار بين الكاثوليك واللوثران من خلال تخطي عُقدة أساسية كانت سببًا للانقسام، ألا وهي مسألة الخلاص.
وفي حوار مع ’فاتيكان نيوز‘، أشار أمين سر المجلس البابوي لتعزيز وحدة المسيحيين المونسينيور براين فاريل إلى بداية الخلاف الكبير بين مارتن لوثر والكنيسة الكاثوليكية لخمسمائة سنة خلت، بشأن كيفية حصول المؤمن على الخلاص. وكان السؤال المطروح هو التالي: هل يخلص الإنسان بنعمة المسيح؟ أم على الشخص الخاطئ أن يخلص بفضل الأعمال الحسنة التي يقوم بها؟ وصارت هذه المسألة على مرّ التاريخ خطًا للانقسام الذي حصل بين الكنيسة الكاثوليكية والكنائس البروتستنتية بصورة عامة.
وأوضح بأنه مع صدور الوثيقة المشتركة حول عقيدة التبرير، في 31 تشرين الأول عام 1999، وبعد مسيرة طويلة من الحوار المسكوني، اتضح للجميع أن هناك العقيدة نفسَها لدى كل المسيحيين. وجاء في الوثيقة أن الكاثوليك واللوثران يُقرّون بأن الله يقبلنا وننال الروح القدس ليس استنادًا إلى أعمالنا، لكن فقط من خلال النعمة وبالإيمان بعمل المسيح الخلاصي. وبواسطة هذه الوثيقة تم تخطي الخلافات التاريخية بين الكنيستين حول هذه النقطة، وهي مسألةٌ أساسية، تكمن في صلب العقيدة، وهي مهمة كي نفهم رسالة المسيح.
ولفت إلى أن هذه الوثيقة فتحت الباب أمام مرحلة جديدة من العلاقات بين الكنيستين، وهي تعكس الأجواءَ السائدة لأن الاتفاق حول عقيدة التبرير شكل انتقالاً من الصراع إلى الشركة، مع أن عملية الانتقال هذه لم تُنجز بعد لأننا ما نزال سائرين على درب الشركة، لكن لا بدّ من الإشارة إلى أنه تحقق تقدّم كبير على صعيد الصداقة والتعاون والاحترام المتبادل.
وفيما يتعلق بالترجمة الإيطالية الجديدة لهذا النص، أوضح أنه على مدى العقدَين الماضيين أُعدّت ترجمات مختلفة لهذا النص ولوحظ وجود بعض الاختلاف في طريقة الترجمة. فوُضعت، بالتعاون مع الاتحاد اللوثري العالمي، ترجمة جديدة للإعلان المشترك حول عقيدة التبرير وللوثائق الأخرى ذات الصلة، وتَقرّر إصدارُها اليوم ليقول الطرفان إنهما تمكنّا من تخطي الأجواء التي كانت سائدة خلال فترة الحرم الكنسي والانقسام، وإنهما يسيران معًا في الدرب التي تؤدي إلى الشركة.
وفي سياق حديثه عن سلسلة الاحتفالات التي ينظمها المجلس البابوي لتعزيز وحدة المسيحيين في هذه المناسبة على مدى عشر سنوات وستنتهي في العام 2030، قال المونسينيور براين فاريل إن خمسة قرون مضت على الأحداث التي أطلقت الإصلاح البروتستنتي. وذكّر بأن البابا فرنسيس قام بزيارة إلى السويد في العام 2016 لإحياء ذكرى بداية هذا الإصلاح على يد مارتن لوثر. وتُليت صلاة ليتورجية مشتركة في تلك المناسبة، التي شكلت علامة للتفاهم والصداقة بين الكاثوليك واللوثران. واليوم يُحتفل بذكرى مرور خمسة قرون على بداية الإصلاح والحرم الكنسي الذي أعلنه البابا لاوون بحق مارتن لوثر.
وختم أمين سر المجلس البابوي لتعزيز وحدة المسيحيين حديثه موضحًا أنه في عام 2030 سيُحتفل بالذكرى السنوية الخمسمائة لإعلان أوسبورغ، عندما تم تحديد العقيدة البروتستنتية بشكل واضح ونهائي، وقال إنه يأمل أن يمنح الربُ الجميع النور والقوة اللازمَين كي يتحقق تقارب أكبر بين الطرفين.