موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٢٨ يونيو / حزيران ٢٠٢٤
البابا خلال استقباله وفدًا من البطريركية المسكونيّة: أرغب بزيارة نيقية
لإحياء مرور 1700 عامًا على المجمع المسكوني الأوّل

أبونا :

 

بمناسبة عيد القديسين الرسولين بطرس وبولس، استقبل البابا فرنسيس، صباح الجمعة 28 حزيران 2024، وفدًا من البطريركية المسكونيّة، حيث أعرب عن رغبته بزيارة منطقة نيقية، في تركيا، لإحياء مرور 1700 عامًا على المجمع المسكوني الأوّل.

 

وقال: "إنّها رحلة أرغب من كلّ قلبي في أن أقوم بها".

 

 

مسيرة التقارب والمصالحة

 

وفي كلمته أمام الوفد، رحّب البابا فرنسيس بـ"فرصة لاختبار فرح اللقاء الأخوي"، والشهادة على "عمق الروابط التي توحّد الكنائس الشقيقة في روما والقسطنطينية"، مع "العزم الثابت بالمضي قدمًا معًا نحو إعادة تأسيس الوحدة التي وحده الروح القدس يمكنه أن يرشدنا إليها، وحدة الشركة في التنوع المشروع".

 

وسلط قداسته الضوء على "مسيرة التقارب والمصالحة" بين الكنيستين، بدءًا من لقاء البابا القديس بولس السادس والبطريرك المسكوني أثيناغوراس، قبل ستين عامًا في القدس، والذي جاء "بعد قرون من القطيعة المتبادلة"، وشكّل "علامة رجاء عظيم". من ثم، لقائه، قبل عشر سنوات، البطريرك المسكوني برثلماوس، لإحياء الذكرى الخمسين لذلك الحدث التاريخي.

 

وقال: في القدس، "حيث مات ربنا يسوع المسيح وقام من الموت وصعد إلى السماء، وحيث أُفيض الروح القدس لأول مرة على التلاميذ، أعدنا التأكيد على التزامنا بمواصلة السير معًا نحو الوحدة التي صلى من أجلها المسيح الرب إلى الآب ’ليكونوا بأجمعهم واحدًا‘. وأشار إلى أنّ العلاقات بين الكنيستين قد تعزّزت في لقاءات عديدة من "التعاون الملموس بين حول قضايا ذات أهمية كبيرة للكنائس والعالم، مثل العناية بالخليقة، والدفاع عن الكرامة البشريّة، والسلام".

 

 

لنصلِ لكي تنتهي الحرب

 

ومتطرقًا إلى الأوضاع المأساوية التي تعيشها الأرض المقدسة اليوم، استذكر قداسته اللقاء الذي جمعه قبل عشر سنوات في حدائق الفاتيكان، وتحديدًا يوم الثامن من حزيران عام 2014، بمشاركة البطريرك المسكوني برثلماوس، والرئيس الإسرائيلي الراحل اسحق رابين، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وبطريرك القدس للروم الأرثوذكس ثيوفيلوس الثالث.

 

وقال: "بعد مرور عشر سنوات، يُظهر لنا التاريخ الحالي بطريقة مأساوية ضرورة وإلحاح الصلاة معًا من أجل السلام، لكي تنتهي هذه الحرب، ويتمكن رؤساء الأمم والأطراف المتنازعة من إيجاد درب الوئام ويعترف الجميع بأنّهم إخوة. وبطبيعة الحال، تمتد هذه الصلاة من أجل السلام إلى كافة الصراعات الجارية، ولاسيما إلى الحرب الدائرة في أوكرانيا المعذبة".

 

 

الحوار ضرورة

 

وشدّد على أنّ الحوار بين الكنيستين هو "ضرورة تنبع من الأمانة للرب".

 

ولهذا، شجّع قداسته عمل اللجنة الدولية المشتركة للحوار اللاهوتي بين الكنيسة الكاثوليكيّة والكنيسة الأرثوذكسيّة، داعيًا لأن يذهب الرعاة واللاهوتيون المشاركين في هذه المسيرة المسكونيّة أبعد من الخلافات الأكاديمية، وأن يضعوا أنفسهم في إصغاء مطيع إلى ما يقوله الروح القدس لحياة الكنيسة.

 

وفي الختام، أشار البابا فرنسيس في كلمته إلى أنّ الكنيسة الكاثوليكية ستُحيي في عام 2025 يوبيلاً عاديًّا تحت شعار "حجاج الرجاء"، وهو مناسبة لإحياء مرور 1700 عامًا على انعقاد المجمع المسكوني الأول في نيقية، معربًا عن أمله في أن ينمّي هذا الحدث جميع المؤمنين بالمسيح "الرغبة في أن يشهدوا معًا للإيمان، والتوق إلى شركة أكبر".