موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأربعاء، ٨ مارس / آذار ٢٠٢٣
أسئلة وأجوبة حول "الدورة التحضيرية لقبول سر الزواج المقدس"
بمناسبة إنطلاق الدورة الأولى لتحضير المخطوبين لقبول سر الزواج المقدس، الأربعاء 8/3/2023

الأب بشير بدر :

 

فيما تنشغلون أيها الشباب والشابات المخطوبون بمتابعة قائمة "المهام" والأعمال المطلوب منكم اتمامهما قبل يوم الإكليل، تدخل الكنيسة على الخط، ويعلن الكهنة في الرعايا عن دورات الإستعداد للزواج المقدس الضرورية لإتمام مراسم الزواج المقدس في الكنيسة! مهما كانت ردة فعلكم، فإن الكنيسة التي ستبارك محبتكم، تريد أن ترافقكم وتساعدكم على القبول الواعي والعميق لسر الزواج المقدس عندما تقفون أمام المذبح لتعلنوا ال "نَعَم" الأبدية لإرتباطكما.

 

قال البابا فرنسيس بهذا الصدد: "لا يمكن للزوجين أن يعدوا بعضهم البعض بأمانة "في السراء والضراء، في المرض والصحة"، وأن يحبوا ويكرموا بعضهم بعضًا طوال أيام حياتهم، فقط على أساس النية الحسنة أو على الأمل في أن الأمور ستكون تمام لوحدها. إنهم بحاجة إلى أن يثبّتوا أنفسهم على الأرض الصلبة لمحبة الله الصادقة. ولهذا السبب، قبل تلقي سر الزواج، يجب أن يكون هناك استعداد دقيق وصادق وناضج ويأخذ وقتا مناسباً". (البابا فرنسيس، المقابلة العامة 24/10/2018). 

 

إن مكتب رعويات الزواج والعائلة، التابع للبطريركية اللاتينية، يقدّم لكم هنا بعض الأجوبة على عدد من الأسئلة التي تطرحونها أو قد تخطر ببالكم حول دورات الإستعداد لقبول سر الزواج المقدس في الكنيسة.

 

ما هي دورة الإستعداد للزواج المقدس للخطّاب؟

 

الزواج المسيحي سر مقدس وجميل، ولكنه ينطوي أيضًا على التزامات حياتية أبدية من الخطيبين-الزوجين. لذلك، تريد الكنيسة الكاثوليكية من الخطّاب أن يكونوا على مستوى من الوعي والإستعداد الجيد لقبوله. تقدّم الأبرشيات والرعايا برامج ودورات الإستعداد للزواج المقدس من أجل  مرافقة الخطّاب ومساعدتهم على تطوير فهم أفضل لإرتباطهم المقدس، لتعميق استعدادهم للعيش في الحياة الزوجية المشتركة وتقديس نظرتهم إلى أنفسهم كأفراد وكزوجين. إن مهمة الدورة الإستعدادية  الأساسية هي المساهمة في التنمية الروحية للخطيبين أولاً، والإرتقاء بالتفكير في الأسرة والحياة معًا، لذلك هي في غاية الأهمية، لأنها تعدُّ الخطيبين لاتخاذ هذه الخطوة الكبيرة بتقدير والتزام.

مما تتكوّن الدورات؟

 

تتكون دورات التحضير للزواج من سلسلة لقاءات جماعية (أو فردية) يتم فيها تقديم طبيعة سر الزواج كدعوة إنسانية ومسيحية للحياة ومناقشة المواضيع المتنوعة حول الحياة الزوجية والعائلية المشتركة: التواصل بين الزوجين ومواجهة التحديات والصعوبات، والعلاقات وحل النزاعات، والحب الزوجي، والإنجاب وتنظيم الأسرة، والتربية المسيحية. وكل هذا يسمح للخطيبين بإجراء مراجعة  وتقييم علاقتهما ومعرفة ما لا يزالان بحاجة إلى مناقشته أو الاستعداد له. ولكن، قبل كل شيء، فإن الهدف الرئيسي لدورة ما قبل الزواج، هو وعي الخطيبين على أهمية تكوين أسرة مسيحية وأن يكونا والدين مسؤولين بحسب تعاليم الكنيسة الكاثوليكية المقدسة.

من يشرف على أعمالها؟

 

يقوم مكتب رعويات الزواج والعائلة التابع للبطريركية اللاتينية بالإشراف على تحضير برنامج الدورات التحضيرية للزواج. يتم إلقاء المحاضرات وتقديم المواضيع الروحية والإنسانية من قِبل متخصصين في شؤون الزواج والأسرة من الكنيسة ومن العلمانيين الذين يقدموا معرفتهم ويشاركوا خبراتهم مع الخطّاب.

 

 

ما هي مدة الدورة التحضيرية؟

 

تختلف مدة الدورات التحضيرية من بلد لآخر. في الأردن إرتأينا أن نقوم بستة (6) لقاءات تمتد على مدى ستة أسابيع (خمسة جماعية والأخير شخصي مع كاهن الرعية أو مع الكاهن الذي يبارك الإكليل). وبحسب أعداد المتقدمين للزواج نقوم بتوزيعهم على دورتين: الأولى في الزمن الأربعيني والثانية في الزمن الفصحي.

أين تتم اللقاءات هذا العام؟

 

ترتب كل أبرشية وكنيسة المكان المناسب للإلتقاء. هذا العام اخترنا كنيسة قلب يسوع الأقدس للاتين في تلاع العلي بعمان. لموقعها المتوسط وللخدمات العملية التي تحتويها.

 

 

متى تتم اللقاءات؟

 

وأما بخصوص مواعيد اللقاءات، فستكون كل يوم أربعاء من الأسبوع طيلة فترة الزمن الأربعيني. نحن نعلم أن لا موعد يناسب الجميع 100%. وعليه فإننا نرجو منكم أكبر قدر من الإلتزام  بحضور اللقاءات الخمسة.

ماذا يعني أن الدورة إلزامية؟

 

إذا اخترت أن تتكلل بحسب تعاليم الكنيسة الكاثوليكية وقوانينها، فعليك أن تستعد لذلك كما تطلب. لهذا ، فاللقاءات التحضيرية للزواج هي أمر لا يمكن تخطيه من منطلق الإلزام الإدبي والروحي (وليس الإجبار اللا إرادي) والضمير الراعوي. فالإلزام والإلتزام مطلوبان من الكنيسة ومن المخطوبين معاً. 

 

 

هل هناك قيمة للإشتراك بالدورة؟

 

لقاءات دورة التحضير للزواج ليس لها ثمن مادي. الإشتراك المادي الوحيد المطلوب منكم هو حضوركم المادي (الوجاهي) ومواظبتكم على جميع اللقاءات. وقيمتها الروحية والإنسانية هي استفادتكم الحياتية منها، والكنيسة لا تبحث عن أي مردود سوى مضاعفة بركات الرب عليكم وزيادة سعادتكم وتفاهمكم ومحبتكم المتبادلة والدائمة.

وماذا تعني الشهادة؟

 

في نهاية لقاءات الدورة التحضيرية، سيتم منح الخطيبين شهادة تثبت حضوركما للقاءات الخمسة التي يطلب منكم تسليمها مع باقي الشهادات والأوراق الرسمية والكنسية والقانونية والطبية لرعيتكما أو للكنيسة التي سيتم فيها زواجكما من أجل أن تحفظ في سجلات الرعية. الشهادة الورقية ضرورية لإتمام مراسم الزواج، ولكن الشهادة الحقيقية هي النجاح في اختبارات الحياة الزوجية والعائلية كما تطلب لكما الكنيسة بأن تكونا " والدَين ممارسيَن للفضائل". 

 

أخيراً، هناك قول مشهور: "زفافك يستمر يومًا واحدًا، لكن زواجك يدوم مدى الحياة". وعليه أذكروا قول الرب: "ما لم يبنِ الرب البيت، فباطلاً يتعب البنّاؤون". لذلك تشجع الكنيسة الخطّاب على استثمار هذا الوقت والجهد والإهتمام من قبل الكنيسة بكثير من الوعي في الاستعداد العميق لا ليوم الإكليل فقط، بل لحب طويل الأمد قد يجعل الحياة بأكملها على المحك، ولا يتلاعب المرء بالحب وبالحياة.

 

مع امنياتنا لكم بحياة سعيدة ومقدّسة.