موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
ولد بطرس بتيستا في اسبانيا سنة 1542. بعد أن أنهى دراسته في علوم الفلسفة واللاهوت سيم كاهنًا. أرسل ليبشر بالإنجيل في بلاد الشرق الأقصى. قضى سنوات عديدة في جزر الفلبين يبشر أهلها بالإنجيل. ثم أرسل سنة 1593 إلى اليابان مع أربعة إخوة أخرين ليبشروا بالإنجيل.
وقد كلل الله عملهم بالنجاح فشيدوا كنائس وأقاموا مستشفيات، الأمر الذي أثار غضب الاوثان. فاقنعوا الحكام بالقبض عليهم هم وسبعة عشر علمانيين من أخوية القديس فرنسيس الأسيزي وحكم عليهم بالصلب في الخامس من شباط عام 1597. كان ضمن هؤلاء بولس ميكي. أول كهنة اليابان.
قصة استشهاد بطرس بتيستا وبولس ميكي ورفقائهم
لما علقوا على الصلبان كان عزمهم وثباتهم منظرًا عجبًا، وكان يشجّعهم الأب باسيوس مرة، ومرة أخرى الأب رودريجس. أما رئيس الدير فكان نظره ثابتًا فى السماء. وكان الأخ مارتينس ينشد بعض المزامير ويشكر الله على رأفته، ويضيف الآية: "بين يديك يارب أستودع روحي". وكان الأخ فرنسيس بلانكوس يشكر الله بصوت واضح، والأخ غونسالفس يصلي بصوت عالٍ الصلاة الربية، والسلام عليك يا مريم.
ولما رأى الأخ بولس ميكي نفسه مرتفعًا فوق الناس، وفي مرأى من الجميع، أخذ يكلم الجمع ويقول: "إنه ياباني وإنه راهب في الرهبنة اليسوعية، وإنه يموت لأنه بشر بالإنجيل. وهو يشكر الله لمثل هذه الهبة الرفيعة". ثم أضاف هذه الكلمات: "الآن وقد وصلت إلى هذه اللحظة من الحياة، لا أظن أن أحدًا منكم يفكر أني لن أقول الحقيقة. ولهذا أعلن لكم أنه لا توجد طريق أخرى للخلاص غير الطريق التي يسلكها المسيحيون، هي التى علمتني أن أغفر لأعدائي ولكل من أساء إليّ، ولهذا أنا أغفر بكل طيبة خاطر للملك ولجميع الذين كانوا سببًا في موتي، وأسالهم أن يشرعوا في الاستعداد لقبول المعمودية المسيحية".
ثم حول نظره إلى رفقائه، وأخذ يشجعهم في هذا الصراع الأخير مع الموت. وكان السرور باديًا على أوجه الجميع ولاسيما على وجه لودوفيكوس. ولما هتف به أحد المسيحيين وقال له: "إنه بعد قليل سيكون في الفردوس". أجاب بإشارة بإصبعه وبحركة في كل جسده لفتت نظر جميع المشاهدين. وكان أنطونيوس الذي كان آخرهم في الصف عند لودوفيكوس محدقًا بعينيه في السماء. وبعد أن تلفظ باسم يسوع ومريم أخذ ينشد المزمور: "سبحوا أيها الفتيان الرب". وكان آخرون يرددون "يسوع ومريم" بوجه صاف مطمئن، وكان البعض منهم أيضًا يشجع الحاضرين ليسلكوا سيرة مسيحية لائقة. فكانوا يظهرون بهذه الكلمات وبإشارات أخرى مماثلة استعدادهم وتقبلهم للموت.
وأخيراً جاء الجلادون، فاستلوا أربعة خناجر يابانية من غمدها، عند هذا المرأى المرعب هتف جميع المؤمنين "يا يسوع ويا مريم"، ثم صرخوا صرخة شقت عنان السماء وقضى الجلادون على كل واحد منهم بلحظة وبضربة سريعة. فلتكن صلاتهم معنا.