موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
ولد كيرلس في أورشليم سنة 315 وقد أتقن الآداب اليونانية، وقرأ كتب الفلاسفة الوثنيين. وعرف ما فيها من ضعف ونقص، اذ تعمّق في العلوم الدينية، ودرس الكتب المقدسة، وتآليف الآباء القديسين، واكنته معانيها. فرسمه القديس مكسيموس أسقف اورشليم شماسًا سنة 334، ثم كاهنًا.
وكل إليه إرشاد الموعوظين من اليهود والوثنيين في كنيسة القيامة. فأقام على ذلك ستة عشر عامًا، يعلّم عقائد الديانة المسيحية ويلقي مواعظ الآحاد على المؤمنين. وكان الناس يتزاحمون حول منبره لسماع كلامه. وقد ترك لنا ثلاثًا وعشرين خطبة يشرح في بعضها قانون الإيمان والأسرار المقدسة.
في سنة 351 رقد بالرب مكسيموس، أسقف أورشليم، فأجمع الأساقفة والشعب على انتخاب كيرلس خلفًا له. فاتسع له مجال العمل فقام يرعا شعبه بنشاط متشدد. وكانت الهرطقة الاريوسية انتشرت انتشارًا هائلاً لانضمام ملوك القسطنطينية اليها. وكان القديس كيرلس أشد المكافحين لها. لذلك كان هدفًا لسهام الاريوسيين. فقاموا يسعون به لدى الملوك مناصريهم حتى نفي ثلاث مرات. وهو حامل صليبه بجميل الصبر والاستسلام لمشيئة الله، ولم يرجع الى كرسيه إلا بعد موت الملك فالنس الآريوسي عام 370.
وحضر المجمع المسكوني الثاني المنعقّد في القسطنطينية سنة 381، ضد مكدونيوس الناكر ألوهيّة الروح القدس. وكان القديس كيرلس من أبرز الآباء الذين لمعوا في المجمع. وقد الَّف كتبًا كثيرة جزيلة الفائدة للكنيسة وللمؤمنين. رقد بالرب سنة 386. فلتكن صلاته معنا. آمين.