موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأربعاء، ١٣ يناير / كانون الثاني ٢٠٢١
13 كانون الثاني: القديس هيلاريوس، الأسقف ومعلم الكنيسة

إعداد الأب وليم عبدالمسيح سعيد الفرنسيسكاني :

 

وُلد القدّيس هيلاريوس فى بداية القرن الرابع بمدينة بواتيه في فرنسا من أسرة وثنية. كان متعطشًا لمعرفة الحقيقة، فبحث عنها في الفلسفة اليونانية "الأفلاطونية الجديدة"، ثم قبل الإيمان المسيحي بفضل قراءته للكتاب المقدس. درس العلوم ومارس الفضائل وتسامى فيها، وكان يستغرق في التأمل ولاسيّما في فاتحة إنجيل يوحنّا: "في البدء كان الكلمة". وشعر بعد اعتماده بسعادة تفوق الوصف.

 

تزوج بامرأة فاضلة رُزق منها ابنة. وماتت بعد أن ارتقى درجة الكهنوت. فكرَّس ذاته لخدمة الله. وأشار على ابنته بالتَّرهُب. وأخذ يتفانى غيرة في خلاص النفوس.

 

في سنة 350، انتُخِب أسقفـًا على مدينته بواتيه، خلفـًا للقدّيس مكْسَنْت. فطَفِقَ يُواصل جهاده في خير رعيّته، ويناصب الأريوسيّين، مُدافعًا عن الإيمان المسيحي بخِطَبِه البليغة وتآليفه القيِّمة. فنفاه الملك قسطنس الأريوسيّ إلى فريجيا في أطراف آسيا الصغرى. فسار إلى منفاه، وهو يقول: من المُمكن نفي الأساقفة ولكن هل يمكن نفي الحقيقة؟ إنّ كلمة الله لا يُمكن أن تقيَّد بنفيٍ أو أسرٍ. وكان، وهو في منفاه، يُشغل العالم بكتاباته وتآليفه ورسائله إلى كهنة أبرشيّته يحثّهم على القيام بواجباتهم نحو الرعيّة.

 

في سنة 359، حضر مجمعًا عقد في مدينة سلوقية، فقام فيه يدافع مدافعة الأبطال عن حقيقة العقيدة المسيحية الصحيحة. ثم رجع إلى كرسيه في بواتيه. فكان له استقبال منقطع النظير. فعاد يواصل جهاده في خير أبنائه، بمثله الصّالح ومواعظه المؤثرة، عاكفـًا على تأليف الكتب الدينيّة أخصَّها بحثه في سرِّ الثالوث الأقدس وتفسير المزامير وإنجيل متى. وهو أوّل من أدخل الحياة الرّهبانيّة إلى الغرب. وأجرى الله على يده آيات باهرة ورقد بالرّبّ في سنة 366. وأعلنه البابا بيوس التاسع معلمًا في الكنيسة.

 

صلاة: أيها الإله القدير الرحيم، امنحنا على غرار القديس هيلاريوس السقف التعمق فى معرفة لاهوت ابنك الوحيد، والسعي فى إعلانه بشجاعة على الدوام آمين.