موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ١٠ فبراير / شباط ٢٠١٥
11 شباط 2015: يوم المريض العالمي.. رسالة البابا فرنسيس

الفاتيكان :

 

تحت عنوان حكمة القلب "كنتُ عيناً للأعمى ورِجلاً للأعرج" (سفر أيوب 29، 15) وجه البابا فرنسيس رسالته احتفالاً باليوم العالمي الثالث والعشرين للمريض في الحادي عشر من شباط 2015 وسلط الضوء فيها على حكمة القلب.

 

 

وقال البابا في رسالته: إن هذه الحكمة، وكما يصفها القديس يعقوب في رسالته (3، 17)، هي "طاهرةٌ، ثم مسالمةٌ، حليمةٌ، سَمِحة ملؤها رحمةٌ وثمارٌ صالحة، لا محاباةَ فيها ولا رياء". وأضاف: في حكمة القلب هذه، والتي هي عطية من الله، نستطيع أن نلخص ثمار اليوم العالمي للمريض، مذكّرا بكلمات صاحب المزامير: "علِّمنا كيفَ نَعُدُّ أيامَنا فننفُذَ إلى قلب الحكمة".

 

وأشار البابا فرنسيس إلى أن حكمة القلب هي خدمة الأخ، وأضاف أنه في كلمات أيوب "كنتُ عينًا للأعمى ورِجلاً للأعرج"، يبان بُعد خدمة المعوزين، ومضى البابا قائلاً: كم من المسيحيين يشهدون اليوم أيضاً، لا بالكلام، إنما من خلال حياتهم المتجذرة في إيمان حقيقي أنهم "عين للأعمى ورِجل للأعرج"! أشخاص قريبون من المرضى المحتاجين لمساعدة متواصلة. إن هذه الخدمة ولاسيما عندما تطول قد تُصبح متعبة. فمن السهل نسبيا تقديم الخدمة لبضعة أيام، ولكن من الصعب الاعتناء بشخص لأشهر أو حتى سنوات، كذلك عندما يصبح غير قادر على تقديم الشكر. وعلى الرغم من ذلك، كم هي كبيرة مسيرة القداسة هذه! وفي هذه اللحظات، يمكن الاتكال بنوع خاص على قرب الرب.

 

أكد البابا فرنسيس في رسالته أن حكمة القلب هي البقاء مع الأخ. فالوقت الذي نمضيه إلى جانب المريض هو وقت مقدس، مذكّرا بكلمات يسوع في إنجيل القديس متى (20، 28) "هكذا ابنُ الإنسانِ لم يأتِ ليُخدَم، بل ليَخدُم، ويفدي بنفسه جماعة كثيرة". وقد قال يسوع أيضا "فأنا بينكم مثل الذي يَخدُم".

 

وأضاف البابا: لنطلب بإيمان كبير من الروح القدس أن يهبنا نعمة فهم قيمة المرافقة، الصامتة مرات كثيرة، والتي تقودنا لتكريس وقت لهؤلاء الأخوات والإخوة الذين وبفضل قربنا وعاطفتنا، يشعرون بالمحبة والعزاء.

 

كما وأكد أن حكمة القلب هي الخروج من الذات نحو الأخ، وأشار إلى أن عالمنا ينسى في بعض الأحيان القيمة المميزة للوقت الذي نمضيه إلى جانب المريض، وينسى بُعد المجانية والاعتناء بالآخر.

 

كما وذكّر الأب الأقدس بأن الأولوية المطلقة للخروج من الذات نحو الأخ هي كإحدى الوصيتين الأساسيتين اللتين ترتكز إليهما كل قاعدة أخلاقية وكالعلامة الأكثر وضوحا للتمييز على طريق النمو الروحي، جواباً منا على عطية الله المجانية المطلقة. ومن الطبيعة الإرسالية للكنيسة، تنبع المحبة للقريب.

 

وأشار البابا فرنسيس في رسالته أيضاً إلى أن حكمة القلب هي أن نكون متضامنين مع الأخ فالمحبة تحتاج إلى الوقت، الوقت للاعتناء بالمرضى وزيارتهم. الوقت للبقاء إلى جانبهم، وتابع البابا قائلا إن باستطاعة اختبار الألم أن يصبح مكاناً لنقل النعمة ومصدراً لنوال وتعزيز حكمة القلب.

 

وفي ختام رسالته أوكل البابا فرنسيس هذا اليوم لحماية مريم العذراء، كرسي الحكمة، سائلاً إياها أن تساعدنا كي ننمي في داخلنا حكمة القلب الحقيقية.