موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
مثلما حدث في الثامن من نيسان عشرين سنة مضت بالنسبة لكارول فويتيوا البابا القديس الذي توفي عشية أحد الرحمة الإلهية، حدث لخورخي ماريو برغوليو البابا الذي تَلَقى التحية الأخيرة عشية الأحد ذاته: نعش خشبي على منصة ساحة هي قلب العالم بينما يتصفح النسيم ببطء الإنجيل. لقد كان وداع فرنسيس في يوم سبت مشمس وداعا مؤثرا، زخما، معاشا، كانت الغلبة فيه للصلاة والوحدة. لقد قام يوم السبت شعب الله، الذي عانق البابا فرنسيس أحد الفصح بدون أن يعلم أن هذه ستكون المرة الأخيرة، بمرافقته بمحبة في الجزء الأخير من رحلته الأرضية. وقد التف حوله أقوياء الأرض ولكن أيضا الكثير من الفتية الذين كانوا قد خططوا لهذه الزيارة لمناسبة يوبيل المراهقين. وكان حوله أيضا الكثير من ممثلي الكنائس الأخرى والأديان المختلفة. الجميع متحدين في توديع راعٍ أمين للإنجيل، جَهد داعيا إلى الأخوّة ورفع صرخة "لا للحرب" حتى من فراش المستشفى.
لقد قوبل بالتصفيق بشكل خاص مقطعان من عظة الكاردينال جوفاني بياتيستا ري. الأول ذلك الذي ذكَّر فيه بالخيط الواصل لرسالة البابا فرنسيس، أي إيمانه العميق بأن الكنيسة هي بيت للجميع، بيت أبوابه مفتوحة دائما. الجميع، الجميع، الجميع، كرر أسقف روما خلال اليوم العالمي الأخير للشباب لشرح أن لا شيء ولا أحد يمكنه أن يفصلنا عن محبة الله الذي ينتظرنا دائما بذراعين مفتوحين لاستقبالنا أيا كانت أوضاعنا. بيت مفتوح الأبواب هي الكنيسة التي سعى فرنسيس إلى بنائها مانحا الأفضلية للآخِرين، الفقراء، المتواضعين، الخطأة، هؤلاء الأخيرين الذين استقبلوه على عتبة بازيليك القديسة مريم الكبرى قبل النظرة الأخيرة لمريم خلاص الشعب الروماني.
إلا أن المؤمنين قد صفقوا أيضا وفي المقام الأول المقطع الذي ذكَّر فيه الكاردينال ري بالنداء غير المتوقف من أجل السلام والدعوة إلى التعقل وإلى مفاوضات نزيهة بحثا عن حلول ممكنة لأن الحرب، كما كان يقول "ليست إلا موتًا للأشخاص، وخرابًا للمنازل، وتدميرًا للمستشفيات والمدارس. إن الحرب تجعل العالم دائما، وهذه كلمات البابا فرمسيس، أسوأ مما كان عليه، وهي دومًا، للجميع، هزيمة موجعة ومأساوية".
وقبل أن تبدأ مراسم الجنازة التقى الرئيسان الأمريكي والأوكراني لبضع دقائق. نرجو ونصلي أن يكون من الممكن أن يَنتج شيء عن هذه التبادلات، عن آخر مباحثات سلام جعلها ممكنة خليفة القديس بطرس الذي كان أول من أراد أن يسمى مثل قديس أسيزي، قديس السلام.