موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
عدل وسلام
نشر الثلاثاء، ١٢ يناير / كانون الثاني ٢٠٢١
واشنطن تعتزم تصنيف الحوثيين جماعة "إرهابية" رغم المخاوف الإنسانية
صورة من موقع الحادث في الحديدة اليمنية في 2 كانون الثاني 2021

صورة من موقع الحادث في الحديدة اليمنية في 2 كانون الثاني 2021

أ ف ب :

 

أعلنت الحكومة الأميركية مساء الأحد أن الولايات المتحدة ستصنف الحوثيين في اليمن على قائمتها السوداء للجماعات "الإرهابية"، في قرار اتخذ قبل عشرة أيام من انتهاء ولاية الرئيس دونالد ترامب وتخشى منظمات الإغاثة أن يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية الحادة في هذا البلد.

 

وأوضح وزير الخارجية مايك بومبيو في بيان أن القرار يهدف إلى تعزيز "الردع ضد النشاطات الضارّة التي يقوم بها النظام الإيراني" الداعم للحوثيين في مواجهة حكومة الرئيس المعترف به عبد ربه منصور هادي المدعومة من تحالف عسكري تقوده السعودية.

 

وتضم القائمة السوداء الأميركية ثلاثة قياديين حوثيين بينهم زعيمهم عبد الملك الحوثي.

 

وستدخل هذه العقوبات حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني، أي قبل يوم من تولي الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن منصبه. وقال بومبيو إن القرار اتخذ من أجل "محاسبة (الحوثيين) على أعمالهم الإرهابية بما فيها الهجمات العابرة للحدود التي تهدد السكان المدنيين والبنية التحتية والشحن التجاري".

 

وكان القرار منتظرًا منذ الانتخابات الرئاسية الأميركية في 3 تشرين الثاني، وكانت منظمات غير حكومية وهيئات دولية تخشى أن يعمد ترامب بعد هزيمته إلى تسديد ضربة دبلوماسية لإيران قبل انتقال السلطة في 20 كانون الثاني إلى الديمقراطي جو بايدن الذي أبدى رغبته في معاودة الحوار مع طهران.

 

وحذرت المنظمات أن هذا القرار قد يشلّ عمليات إيصال المساعدات الإنسانية إلى البلد الذي يعاني من أسوأ أزمة إنسانية في العالم بحسب الأمم المتحدة. وأوضحت أن هذه الخطوة الأميركية قد تعيق التواصل مع المسؤولين الحوثيين واستخدام المنظومة المصرفية ودفع الأموال للعاملين في المجال الصحي وشراء الأغذية والوقود وحتى القدرة على الوصول إلى شبكة الإنترنت.

 

 

"أسوأ" مجاعة في العالم

 

وأدى النزاع في اليمن الذي بدأ قبل خمس سنوات في أفقر دول شبه الجزيرة العربية، إلى مقتل عشرات الآلاف معظمهم من المدنيين، فيما بات نحو 80 في المئة من السكان يعتمدون على الإغاثة الإنسانية وسط أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفقا للأمم المتحدة. وتسبب النزاع كذلك بنزوح نحو 3,3 ملايين شخص وترك أمة على شفا المجاعة.

 

حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في نهاية تشرين الثاني من أن اليمن يواجه "حاليا الخطر الوشيك بحدوث أسوأ مجاعة عرفها العالم منذ عقود". وتابع "أطالب الجميع بتجنّب اتّخاذ أي إجراءات من شأنها أن تفاقم الوضع المتردي أساسا"، في تلميح للتهديد الأميركي.

 

لكن إدارة ترامب لم تستجب لهذه الدعوات إلا جزئيًا، وهي مصممة حتى النهاية على معارضة الإجماع الدولي واتخاذ إجراءات أحادية. وأضاف بومبيو إن "الولايات المتحدة تقر بأن هناك مخاوف بشأن وطأة هذه التصنيفات على الوضع الإنساني في اليمن" مضيفًا "نعتزم اتخاذ تدابير للحد من انعكاساتها على بعض النشاطات والإمدادات الإنسانية".

 

وبالتالي، سيتم النظر عن كثب في نطاق الاستثناءات التي ستعطى في هذا الشأن.

 

وعرض بومبيو بومبيو استراتيجية الحكومة المنتهية ولايتها على أن من شأنها تعزيز الجهود للتوصل إلى حل "سلمي"، مؤكدًا استعداده "للعمل مع مسؤولي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية وغير الحكومية" للحد من عواقب القرار على السكان.

 

وكان الحوثيون اعتبروا في تشرين الثاني أن ترامب لا يملك الحق في قرار مماثل بعد هزيمته في الانتخابات الرئاسية.

 

وقال نائب رئيس المجلس السياسي في جماعة "أنصار الله" سلطان السامعي "انتهت الانتخابات الأميركية وفاز غيره وهو مصر على أنه الفائز. لم يعد لتصريحات هذا الرجل أي معنى". وتابع "إذا صنّف حركة أنصار الله على أنّها إرهابية فسيكون قرارًا صادرًا عن شخص غير مؤهل ومجنون بكل ما للكلمة من معنى".

 

ويشهد اليمن منذ 2014 نزاعًا بين المتمرّدين الحوثيين المدعومين من إيران والقوات الموالية لحكومة عبد ربه منصور هادي، تصاعد في آذار 2015 مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري دعمًا للحكومة. وفيما تراجعت حدة القتال في اليمن بشكل كبير منذ أشهر، استؤنف العنف في كانون الأول في مدينة الحديدة التي تشكّل نقطة الدخول الرئيسة للمساعدات الإنسانية إلى اليمن.