موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الإثنين، ٣١ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٢
مع نهاية شهر تشرين: 20 عامًا على إنشاء أسرار النور في المسبحة الوردية

كارول هايل علمات :

 

مع ختام شهر تشرين الأول المكرس لتكريم سيدة الوردية، تتجه أنظارنا نحو مغارة مسابييل في لورد بفرنسا، لتحملنا الذكرى الى زيارة البابا القديس يوحنا بولس الثاني إلى مزار سيدة لورد حيث قدّم آلامه وآلام البشريّة، بخور محبّة ورجاء، لعرش النعمة عن يدي الأم البتول المنزهة عن كل عيب. فهناك  في لورد، ترك هذا البابا القديس إرثًا ثمينًا للبشريّة بمحبته لمريم، فقد كانت له حبات المسبحة الوردية سلمًا نحو القداسة وفرح الملكوت.

 

نتأمل هذا المزار العالمي، الذي لا يزال يستقبل الملايين من المؤمنين من شتى بقاع العالم، حيث تتلى صلاة المسبحة الوردية بلغات عدة وعلى مدار اليوم، وتنقل مباشرة للمؤمنين يوميًّا في ساعة محددة عبر وسائل الإعلام المرئي والمسموع، فيتسنى لمحبي مريم بصلواتهم ونياتهم مشاركة جمع المؤمنين الذين يطوقون فعليًا مغارة لورد بمسبحتهم ومحبتهم، طالبين نعم الشفاء الروحي والجسدي، وواضعين ثقتهم بأمهم السماويّة التي وعدت كل من يتلو ورديتها ويداوم على صلاتها بجزيل النعم والبركات السماويّة.

 

وقد أمّ هذا المزار المفعم بالنفحات  المريميّة والنسمات التقويّة، بابوات الكرسي الرسولي، وأشادوا في زياراتهم الرسوليّة وفي شتى المناسبات والاحتفالات بأهميّة صلاة المسبحة الورديّة من أجل المرضى والمتعبين وثقيلي الأحمال ومن أجل السلام.

 

وقد خصّ البابا القديس يوحنا بولس الثاني، مريم العذراء بمحبة خاصة مميزة حيث كان قد أعلن "سنة 2003"، سنة الورديّة، في رسالته الرسوليّة "مسبحة البتول مريم". وفي هذا الشهر، نحيي الذكرى العشرين لإنشاء أسرار النور حيث أراد القديس البابا يوحنا بولس الثاني تتمة "ألبوم عائلة يسوع" بإضافة أسرار جديدة على أسرار المسبحة الورديّة وأسماها أسرار النور.

 

إنّ أسرار النور تجعلنا نتأمل في السر الأول وجه المسيح، ابن الآب الحبيب، حيث سمع صوت الآب بعد اعتماده في نهر الاردن، يقول: 'هذا هو ابني الحبيب، فله اسمعوا'. وفي ثاني سر من هذه الأسرار نتأمّل عرس قانا الجليل، حيث يظهر المسيح مجده الإلهي وهو صاحب السلطان على كل شيء.

 

وفي السر الثالث، نتأمّل يسوع الذي يعلن ملكوت الله ويدعونا إلى التوبة لنكون أهلا لسر الخلاص. أما في السر الرابع، فيقدّم لنا الله في سر التجلي، ابنه المسيح، كمخلص للعالم. وفي السر الأخير من أسرار النور، أي سر الإفخارستيا، فيعلن لنا المسيح عن سر محبة الله اللامتناهية للعالم، في الذبيحة الدائمة المرضيّة عند الله، والتي تقدّم من مشرق الشمس إلى مغربها.

إنّ أسرار المسبحة الورديّة جميعها تدفعنا وتحثنا على التأمل في وجه المسيح وتكرار السلام عليك يا مريم، يصبح تسبيحًا غير منقطع للمسيح الذي هو موضوع بشارة الملاك لمريم العذراء وتحية أم القديس يوحنا المعمدان -سابق المسيح- المتهللة، حيث هتفت "مباركة ثمرة احشائك"، وهي دعوة إلى جميع القرّاء وجميع المسيحيين أن يكرموا أم المسيح وأمنا، والذي فيها يتعظم الله ويتمجّد من خلال تلاوة المسبحة الوردية.

 

نودّع شهر تشرين الأول، وفيه احتفلنا بأعياد كوكبة من القديسين العظام، بدءًا من القديسة تريزا للطفل يسوع والقديس فرنسيس الأسيزي والقديسة تريزيا الأفيلية ومار شربل والطوباوي كارلو اكيتس... وقد أحسنت الكنيسة بوضع عيد القديس العظيم البابا يوحنا بولس الثاني في شهر تشرين الأول، وفيه أيضًا تمّ إضافة أسرار النور لتكتمل الباقة المريميّة الفوّاحة والتي ينتشر عبيرها المحيي في فضاءات هذا الكون العظيم.

 

الوردية ذخرنا.. الوردية كنزنا.. الوردية طريقنا إلى المسيح ونجاتنا من الشرير.