موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأحد، ٩ يناير / كانون الثاني ٢٠٢٢
معموديّة السيد المسيح على يد يوحنّا المعمدان، وتذكار معموديّتنا

الأخت أمل أبو أنطون، راهبة ورديّة :

 

تحتفل الكنيسة اللاتينية وتتأمّل بمعموديّة يسوع على يد يوحنّا المعمدان، وبتذكار معموديّتنا.

 

عندما أتى يسوع ليعتمد على يد يوحنا المعمدان، هتَفَ يوحنّا قائلاً: "انا اعمّدكم بالماء، أمّا من يأتي بعدي ممَن هو أقوَى مِنّي (...) فهو سيُعمّدكم بالرّوح القدس والنّار" (متى 3/11)... وبقوله هذا الكلام، عَمَل مُقارَنة، لا بل نُسمّيه تَفوُّق، بين معموديته بالماء ومعموديتنا نحن كمؤمنين باسم يسوع، بالرّوح القدس والنّار.

 

1. معمودية يوحنا بالماء كانت نوع من غسل طقسي أي كما كان يتمّ غسل اليدين قبل تناول الطعام ... وهذه الطقوس كانت كثيرة في قلب الممارسات اليهودية. أمّا عماد يسوع بالرّوح القدس والنّار فماذا يعني؟

 

عندما أنالُ العماد، يأتي الرّوح القدس الذّي يمنحني إيّاه الله، حتى يُنمّي كلّ شيءٍ حَسَنٌ فيّ. كلّ تصرّفات مجيدة في قلبي وكلّ فضيلة صالحة زَرعَها في داخلي يُنمّيها الرّوح القدس. ويَمنحني أيضاً المعمودية في النّار حتّى تُحرَق فيّ الخطيئة، وكلُّ ما يُعيقُ مَسيرتي مع الله ونحوه.

 

2. نتأمّل أيضاً في الكلمة التي قالها الآب عن الإبن أثناء معمودية يسوع "أنتَ هو إبني الحبيب، بكَ رضيتْ". ما يميّز أيضاً معموديّتنا عن معمودية يوحنا بالماء، هي أنّه في معموديتنا نُصبح أبناء الله، وهذه مِيزة معموديتنا الأساسية. بها نعترِف أنّ الله هو ليس فقط إلهٌ بعيدٌ بل هو آبٌ، ويسوع يقول عنه أبي، ونحن أيضاً نُناديه أبانا الذي في السّماء.

 

هذه البنوّة لله فيها مُتطلبات، وهي مَفاعيل معموديتنا، وهي أولاً وجوهراً أنَّ كلَّ من يَرى أعمالَنا عليه أنّ يقول أنّ أعمالنا صالحة، وأنّنا أبناءُ الله أبينا، كما قال لنا يسوع "فَيرَوا أعمالَكم الصّالحة ويمجّدوا أباكم الذي في السّماوات" (متى 5/16).

 

هذا العيد هو دعوة جديدة لنا من الله أبينا، كي نعيش على مستوى إنتظارات الله منّا، فيهتف لنا، كما قال مُفتخِراُ لابنه يسوع: "أنتِ إبنتي الحبيبة... أنتَ إبني الحبيب... بك رضيت...".