موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الجمعة، ١١ ابريل / نيسان ٢٠٢٥
مراهق يُرفع إلى مصاف القديسين.. قريبًا

كارول علمات :

 

أيام معدودة تفصلنا عن حدث هام في عام اليوبيل، حيث ستقرع أجراس الفرح في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان في أحد الرحمة الإلهية، في السابع والعشرين من نيسان، ضمن أيام يوبيل المراهقين أو الفتيان، لتعلن ولادة قديس شاب، شفيع الانترنت، قديس من الألفية الثالثة، كارلو أكوتيس.

 

هو من أبصرت عيناه النور في الثالث من أيار عام ١٩٩١ في لندن من أبوين ايطاليين، أندريا اكوتيس وانتونيا سالزانو. ترعرع كارلو في عائلة ملتزمة ونشأ على حب الصلاة وعمل الخير. عاش حياته الأرضية القصيرة كأي طفل ومراهق؛ أحب اللعب والموسيقى، كان اجتماعيًا فكوّن صداقات مع أقرانه. أظهر اهتمامًا بالحيوانات الأليفة فعاملها برفق وحنان.

 

أحب السفر كثيرًا وأظهر شغفًا وذكاء متقدين في استخدام الشبكة العنكبوتية، فأنشا موقعًا إلكترونيًا نشر فيه عجائب سر الافخارستيا. هو من أظهر تعبّدًا لسر القربان الأقدس منذ صغره، فكان ملتزمًا بالقداس اليومي وصلاة المسبحة الوردية وقراءة الكتاب المقدّس.

 

سحر الجميع بابتسامته فأحبه كل من عرفه. عطف على الفقراء والمهمشين وتقاسم معهم طعام المحبة. عاش لحظات حياته بشغف واندهاش ورسم طريقه نحو السعادة الأبدية وهو ينقر على لوحة مفاتيح حاسوبه. وبريشة حبه ليسوع، رسم لوحة إعلان قداسته والتي سوف تخلدها الأيام على أعمدة ساحة القديس بطرس.

 

كارلو وجد يسوع في وجه كل من رأتهم عيناه الجميلتان ولطالما نظر بعيون قلبه إلى القديس فرنسيس الاسيزي، القديس الذي أحبه كارلو وأراد أن يسكن بجواره عندما تحين ساعة الرحيل. لم يكن كارلو لا زاهدًا ولا ناسكًا بل أدرك كيف يستغل لحظات حياته الأرضية في بناء كنزه السماوي. ترك إرثًا من أحرف تعانقت معًا لنقرأ فيها إشارات تقود إلى الفرح السرمدي. هو من قال: الإفخارستيا هي الاوتوستراد (الطريق السريع) نحو السماء.

 

في عام ٢٠٠٦، باغته مرض اللوكيميا الخبيث، فجابه مرضه بابتسامة وبطولة استثنائية وشوق كبير إلى الحياة الثانية، مقدمًا صليب آلامه من أجل الكنيسة وقداسة الحبر الأعظم. رحل إلى جوار من أحب يوم ١٢ تشرين الأول عام ٢٠٠٦، عشية عيد ظهورات سيدة فاطيما، وكان له من العمر  خمسة عشرة عامًا.

 

كارلو الذي كان يومًا بيننا ببنطال الجينز والتيشيرت الأحمر والنظارات الشمسية، يطلّ علينا اليوم بحلة القداسة البيضاء من بوابة الأبدية بوجهه الملائكي وابتسامته الخجولة، ولسان حاله يدعونا بأن نعيش الحياة بعيون تسترق النظر إلى العلاء وبقلوب مفعمة بالإيمان ومغلفة بالحب. ودّع العالم الأرضي فرحًا إذ قال: "أموت سعيدًا لأنني لم أقضِ دقيقة واحدة من حياتي في أمور لا يحبها الله".

 

وفي ذكرى سبع سنوات من رحيله عن أرضنا، وفي ذات التاريخ من عام ٢٠١٣، حصلت معجزة شفاء طفل برازيلي من مرض في البنكرياس عند تكريمه لذخائر كارلو، وكانت هذه المعجزة علامة لقرب تقديسه. وبعد أيام قليلة سيُكتب اسم كارلو في سجل القديسين وسيُدعى قديس الألفية الثالثة. قديسًا أحبّ عالمًا افتراضيًا واستخدمه لبث رسالة رجاء وإيمان، فجعله يحلق في فضاء الفرح الأبدي مع القديسين و الأبرار.

 

بعد أيام ستدمع عيون والدي كارلو اندريا وأنتوني، وسوف يزف كارلو على وقع ترانيم الفرح عريسًا في السماء حيث الهناء الأبدي مع فرنسيس الاسيزي القديس الذي أحب ومع  جميع قديسي الله وقديساته. وهكذا في عام اليوبيل سيولد لنا قديس شاب جديد يدعى القديس كارلو اكوتيس، شفيع الانترنت وشفيع  المراهقين!

 

اليوم رسالة كارلو إلى كل منا: امضوا وابحثوا عن الأمور السماويّة!

 

وأنتم ونحن عمّا نبحث اليوم؟