موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
حوار أديان
نشر الأربعاء، ١٨ مايو / أيار ٢٠٢٢
"لا يوجد مسيحيون هنا".. أفغان غيروا ديانتهم "يختبئون" من طالبان
منظمات قالت إن هناك مسيحيين "يختبئون" بين أفراد المجتمع الإسلامي في أفغانستان (تعبيرية)

منظمات قالت إن هناك مسيحيين "يختبئون" بين أفراد المجتمع الإسلامي في أفغانستان (تعبيرية)

الحرة :

 

لم يكن لدى حسين أندارياس خيار غير التنقل بين دول عديدة حول أفغانستان بعد اعتناقه المسيحية عقب خروج قوات الاتحاد السوفيتي من بلاده في أوائل الثمانينيات، لينتهي به المطاف في كنيسة بولاية فرجينيا الأميركية، في وقت تهدد في حركة طالبان التواجد المسيحي في البلاد.

 

واليوم، يقدم أندارياس برنامجًا يوميًا عبر يوتيوب وفيسبوك لتدريس التعاليم المسيحية باللغتين الدرية والبشتوية.

 

ويقول لموقع "فويس أوف أميركا" إنه توجد في الولايات المتحدة "كنيسة أفغانية في تينيسي تضم 15 عضوًا.. ونملك كنائس أفغانية أخرى أكبر في كنتاكي ولوس أنجلوس وغيرها". وأشار أندارياس إلى أن العديد من رواد الكنائس الأفغان رحلوا إلي الولايات المتحدة بعد أن عادت حركة طالبان إلى السلطة من جديد، بعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان العام الماضي.

 

وخلال الشهر الماضي، دعت الهيئة الأميركية للحريات الدينية الدولية "USCIRF"، وزارة الخارجية الأميركية إلى تصنيف حكومة طالبان كـ"دولة تدعو للقلق"، وهي خطوة من شأنها أن تفرض عقوبات مالية، وأخرى تخص سفر المسؤولين في الحكومة الأفغانية.

 

وذكرت الهيئة الأميركية أن "التقارير تشير إلى أن طالبان تواصل اضطهاد الأقليات الدينية ومعاقبة السكان في المناطق الخاضعة لسيطرتها، بالتوافق مع تفسيرها المتشدد للقانون الإسلامي (الشريعة الإسلامية)".

 

ونقل موقع "فويس أوف أميركا" تقديرات عدة رجحت بأن أكثر من 85 في المئة من سكان أفغانستان، البالغ عددهم 38 مليون نسمة، هم من المسلمين السنة، وأن حوالي 12 في المئة من المسلمين الشيعة، فيما تشكل الأقليات الدينية مثل السيخ والهندوس وغيرهم نسبة ضئيلة.

 

وتزامنًا مع استهداف تنظيم "داعش-خراسان" الإرهابي للأقليات الدينية في أفغانستان، أكدت منظمة "International Christian Concern" (أو ICC اختصارًا) التي تتخذ الولايات المتحدة مقرا لها، إن المسيحيين بالذات مهددون في أفغانستان. وذكرت مديرة برنامج المنظمة بالشرق الأوسط، كلير إيفانز، أن "ICC في اتصال مباشر مع عائلات مسيحية تختبئ من طالبان، بعضها في وضع صعب، مع إجراء طالبان عمليات مسح لأحياء ومقاطعات بأكملها".

 

 

آلاف غيروا ديانتهم

 

ويشير الموقع الأميركي إلى أن المئات من الأفغان الخائفين من السيخ والهندوس غادروا البلاد، وأن مجتمعهم الذي كان يحوي 250 فردًا تضاءل ليصل إلى أقل من 300 يعيشون حاليا في أفغانستان. ولا توجد حصيلة مؤكدة لعدد المسيحيين في أفغانستان، إلا أن "USCIRF" نقلت عن "ICC" قولها إن هناك ما بين 10 آلاف إلى 12 ألف شخص اعتنقوا المسيحية في الدولة.

 

وتقول إيفانز إن المسيحيين في أفغانستان "يشعرون بخوف عميق وتستهدفهم طالبان بشكل كبير، وإن تم القبض عليهم فإن حياتهم وحياة أحبائهم ستكون في خطر على الفور". ودعت "USCIRF" الإدارة الأميركية إلى إنشاء برنامج لإعادة توطين الجماعات الدينية المهددة من طالبان.

 

وكانت الولايات المتحدة قد أجلت نحو 124 ألف أفغاني في عام 2021، بسبب مخاوف من استهداف طالبان لهم بسبب علاقتهم بالولايات المتحدة وقوات حلف شمال الأطلسي "الناتو". وعلى الرغم من أن واشنطن لم تعترف بشرعية حكم طالبان لأفغانستان، إلا أنها حافظت على اتصال دبلوماسي مع مسؤولي الحركة من أجل إجلاء المواطنين الأميركيين وحاملي تأشيرات الإقامة الدائمة من البلاد.

 

وتقول إيفانز إنه "من الصعب إجلاء الأشخاص الذين يجدر عليهم، لأي سبب كان، الاختباء، ومناورة هذا التحدي يعد أمرا صعبا في ظل أفضل الظروف".

 

 

"لا يوجد مسيحيون في أفغانستان"

 

ويذكر موقع "فويس أوف أميركا" أن طرح قضية إجلاء المسيحيين من أفغانستان للمسؤولين في طالبان يعد خطوة إشكالية وخطيرة. إذ قال المتحدث باسم طالبان، إنعام الله سمنكاني، للموقع الأميركي: "لا يوجد مسيحيون في أفغانستان. الأقلية المسيحية لم تكن معروفة أو مسجّلة هنا".

 

وأضاف "هناك فقط الأقليات الدينية من السيخ والهندوس في أفغانستان، ولديهم الحرية الكاملة والأمان لممارسة دياناتهم". ولم يقر المتحدث بما قد تفعله طالبان في حال العثور على أفغان اعتنقوا المسيحية، إلا أن ترك الإسلام يعد "ردة" يعاقب عليها القانون في أفغانستان.

 

وكانت الولايات المتحدة قد أخرجت أفغانيا اسمه عبد الرحمن من البلاد بعد محادثات دبلوماسية عام 2016، حيث أصدرت محكمة في كابل قرارا بإعدامه لاعتناقه المسيحية.