موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
في أعقاب تصاعد أعمال العنف في الأرض المقدسة، ولأسباب أمنيّة، تمّ تعليق جميع عمليات كاريتاس القدس الميدانيّة، إلى جانب إغلاق جميع المؤسّسات التعليمية والمرافق الترفيهية في القدس، والحواجز العسكرية في الضفة الغربية المحتلة.
وقال أنطون أصفر، الأمين العام لكاريتاس القدس: "نريد أن نعرب عن قلقنا العميق إزاء الوضع المتصاعد في الأراضي المقدسة، وخاصة معاناة الأفراد الأكثر ضعفًا الذين ندعمهم. نناشد المجتمع الدولي لكي يستخدم نفوذه لوقف هذا العنف المستمر على وجه السرعة، وأن يسعى من أجل التوصّل إلى حل عادل لجميع الأطراف المعنية". وأوضح بأنّ الخسارة الفادحة في الأرواح أمر مقلق للغاية، ولا ينبغي للمجتمع الدولي أن يكون غير مبالٍ بمحنة أولئك الذين يعانون نتيجة للحرب.
وأفادت المؤسسّة الكاثوليكيّة الخيريّة أن العديد من الأشخاص لديهم موارد محدودة أو إمكانية الوصول إلى الاحتياجات الأساسيّة، بما في ذلك الكهرباء. وبحسب وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى، فقد نزح أكثر من 220 ألف شخص إلى أكثر من 90 مدرسة تابعة لها بسبب تصاعد العنف وتعرّض منازلهم للضرر أو التدمير الكامل، فيما يصل العدد الكلي إلى أكثر من 400 ألف نازح في عموم القطاع المحاصر.
وأفادت كاريتاس القدس، التي تلبي الاحتياجات الإنسانيّة في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، أن بعض موظفيها هم من بين هؤلاء النازحين. وقالت: لجأت إحدى العائلات إلى كنيسة العائلة المقدسة في غزة، ووجدت عائلة أخرى مأوى في مدرسة تابعة للأونروا، بعدما تمّ تدمير منزلها بالكامل. كما انتقلت عائلة للعيش مع أحد أقاربها الذي دُمر منزلها بالكامل أيضًا.
وأطلقت الجمعية برنامجًا لدعم موظفيها في غزة، تحت عنوان: "معًا لوضع المحبّة موضع التنفيذ". وتهدف هذه المبادرة لتقديم المساعدة الحيوية والتضامن للموظفين في غزة الذين يعانون مع ظروف صعبة ومعقدة، في علامة تعزّز الوحدة والدعم داخل كاريتاس القدس، مع الإقرار بأنّ الليالي المقبلة في القطاع ستكون صعبة. وفي الوقت الحالي، يعمل الموظفون في المقر الرئيسي في القدس والضفة الغربية من المنزل ليكونوا مع عائلاتهم ويقدمون لهم الدعم اللازم.
ولدى كاريتاس القدس خطة طوارئ جاهزة لمساعدة السكان بمجرد أن يسمح الوضع بذلك.
وقال الأمين العام لمنظمة كاريتاس الدولية، أليستير داتون، "إن اتحادنا يؤكد دعمه لكاريتاس القدس. نحن نصلي من أجل السلام، ونحث الجانبين على احترام القانون الإنساني الدولي وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى الأشخاص المحتاجين".
هذا وضمت كاريتاس القدس صوتها، مع البابا فرنسيس ومجلس البطاركة ورؤساء الكنائس في القدس، في الدعوة إلى السلام وتقديم الدعم الإنساني لجميع الذين يعانون، من خلال حث المجتمع الدولي على زيادة جهوده لتحقيق السلام الدائم في الأرض المقدسة.