موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ١٤ يوليو / تموز ٢٠٢٥
المطران الطوال يزور رعية العائلة المقدسة في رام الله: لقاء محبة وذاكرة رعوية

نبض الحياة :

 

استقبلت رعية كنيسة العائلة المقدسة في رام الله، صباح الأحد، المطران إياد طوال، الأسقف المعاون للبطريركية اللاتينية في القدس والنائب البطريركي في الأردن، في زيارة حملت طابعًا روحيًا مؤثرًا، وأعادت وصل الذاكرة بخدمة المطران الطويلة في الأرض المقدسة.

 

وكان في استقبال سيادته عند مدخل الكنيسة الأب يعقوب رفيدي، كاهن الرعية، إلى جانب الأب زاهر عبود، كاهن رعية القبيبة، والأب مايكل ديب، الكاهن المساعد، والراهبات، وأعضاء مجلس الرعية، وجوقة كشافة العائلة المقدسة، الذين عبّروا عن محبتهم العميقة وامتنانهم لهذه الزيارة المباركة.

 

وترأس المطران طوال قداس الأحد وسط حضور لافت من الكهنة والراهبات وأبناء الرعية، حيث ألقى الأب رفيدي كلمة ترحيبية، قال فيها: "لا ننسى أن في قلبكم مكانة كبيرة لفلسطين ورعاياها، وخدمتكم الطويلة فيها شاهد حي على هذا الحب". وأضاف: "نصلي من أجل رسالتكم في الأردن، ونصلّي معكم من أجل وطننا الجريح، طالبين له العدالة والسلام".

 

 

وخلال عظته، عبّر المطران طوال عن سعادته الغامرة بالعودة إلى رام الله، مستذكرًا سنوات خدمته فيها قبل ما يقارب ربع قرن، حين كان كاهنًا يخدم الرعايا المحلية بمحبة وإخلاص. وتأمل في مثل "السامري الرحيم"، مركزًا على البُعد الروحي والأخلاقي فيه، وداعيًا المؤمنين إلى النظر إلى أنفسهم كمن هم بحاجة إلى رحمة، لا كمجرّد مشاهدين لرحمة الآخرين.

 

وقال في عظته: "يسوع المسيح هو السامري الرحيم الحقيقي، ونحن اليوم المجروحين. من منا لا يشعر بأنه جريح؟ جراحنا تمتد من آلامنا الشخصية إلى جراح وطننا النازف بسبب غياب العدالة وتفشي الظلم". وشدد على أن الرجاء لا ينبع من السياسة أو الاقتصاد، بل من العلاقة العميقة مع المسيح، قائلاً: "الجواب الحقيقي لا نجده في السياسات أو الحسابات، بل في يسوع، الذي يمنحنا الرجاء ويعزز فينا الصمود".

 

وختم النائب البطريركي كلمته عظته بالتأكيد على أن الكنيسة، وقبل أن تكون مؤسّسة، هي جماعة تحيا حضور السيد المسيح في وسطها، وقال سيادته: "لا تخافوا، لأن المسيح معكم. تجدون فيه وحده السلام الحقيقي، الذي لا يعطيه العالم".

 

واختُتمت الزيارة بلقاء محبة في قاعة الكنيسة، حيث توافد أبناء الرعية لتقديم التحية للمطران الطوال، في أجواء سادها الدفء الإنساني وعمق الانتماء الكنسي.