موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ١١ يونيو / حزيران ٢٠٢٥
سكان بيت لحم يفقدون أعمالهم وأراضيهم مع تدهور الأوضاع
شهد سكان بيت لحم في الضفة الغربية الفلسطينية ارتفاعًا لمعدلات البطالة إلى 31 في المائة، وانخفاض عدد السياح مما أثر على سبل عيشهم، وفقًا لما ذكره جوزيف حزبون، المدير الإقليمي للبعثة البابويّة في القدس التابعة لمؤسّسة رعاية الشرق الأدنى الكاثوليكية.

أبونا :

 

مع تركيز أنظار العالم على الأحداث في غزة، تستمرّ الأوضاع في مدينة بيت لحم الفلسطينية بالضفة الغربية المحتلة، والمجتمعات المحيطة بها، في التدهور، وفقًا لما ذكره جوزيف حزبون، المدير الإقليمي للبعثة البابويّة في القدس التابعة لمؤسّسة رعاية الشرق الأدنى الكاثوليكية.

 

وقال السيد حزبون أن معدل البطالة ارتفع إلى 31%، وأن بيت لحم تخسر حوالي 2.5 مليون دولار يوميُّا من عائدات السياحة، وأدى ذلك إلى إغلاق المتاجر والمطاعم والمؤسسات الثقافية المحلية، مما يهدّد الحفاظ على التراث الفلسطيني".

 

وفضلاً عن هذه الصعوبات الاقتصادية، تم أُلغيت الاحتفالات الدينية والنشاطات الثقافية، مثل احتفالات عيد الميلاد وعيد الفصح، بسبب الحرب الدائرة. ويتزايد عدد العائلات التي تهاجر من بيت لحم، التي كانت ذات الغالبية المسيحيّة، بحثًا عن فرص عمل في أماكن أخرى.

 

وفي تقريره عن الوضع في الأرض المقدّسة، في شهر حزيران، لمؤسّسة رعاية الشرق الأدنى الكاثوليكيّة، أفاد حزبون أنّ الحكومة الإسرائيلية ألغت آلاف تصاريح العمل للفلسطينيين. وفي رسالة إلكترونية مرفقة بالتقرير، روى تجربة إحدى العائلات.

 

كان "م" يعمل في إسرائيل، ولكن منذ تشرين الأول 2023، أُلغي تصريحه، كما كتب حزبون. "صعّب الوضع المالي الصعب الحياة في المنزل على زوجته وطفلته الرضيعة، حيث أصبح "م" قلقًا وعاجزًا، عاجزًا عن إعالة أسرته الصغيرة. قبل ثلاثة أشهر، تمكنا من إصدار تصريح عمل له لمدة ثلاثة أشهر بفضل بعض معارفنا. تغيّرت نظرته تمامًا، وبدأ الزوجان الشابان يفكران في إنجاب طفلهما الثاني. ومع ذلك، لم يُجدّد تصريحه، وهو الآن عاطل عن العمل مجددًا".

 

قال: "هذه ليست سوى قصة واحدة من آلاف القصص المأساوية لأشخاص يعانون بلا ذنب، ضحايا الحرب الدائرة".

 

ركز تقرير السيد حزبون على محافظة بيت لحم، وهي منطقة تقع جنوب القدس في الضفة الغربية، وتضم بيت لحم وبعض البلدات وثلاثة مخيمات للاجئين. صنّفت إسرائيل 85% من هذه الأراضي ضمن المنطقة "ج"، مما وضعها تحت السيطرة الإسرائيليّة.

 

وقال حزبون إنه "يوجد داخل محافظة بيت لحم ما يُقدر بـ76 حاجزًا، تتكوّن في معظمها من نقاط تفتيش عسكرية وبوابات طرق وجدران ترابية وكتل إسمنتية، والتي لا تزال تقطع الوصول إلى الوظائف والمدارس ومراكز العلاج الطبي".

 

وفي أيار، وافق مجلس الوزراء الإسرائيلي على بدء التسجيل النهائي لحقوق ملكية الأراضي في المنطقة "ج"، "لأوّل مرة منذ عام 1967 في انتهاك للقانون الدولي". ومن المتوقّع أن يؤدي ذلك إلى تمييز ضد الفلسطينيين، الذين سيجدون صعوبة في إثبات حقوقهم في أراضيهم. إضافةً إلى ذلك، تواصل الحكومة الإسرائيليّة مصادرة مساحات واسعة من الأراضي في بيت لحم، كما قال حزبون، مستشهدًا بأمثلة حديثة، منها الأراضي التي صودرت كمناطق عازلة حول المستوطنات الإسرائيلية.

 

واصلت البعثة البابويّة، التابعة لمؤسّسة رعاية الشرق الأدنى الكاثوليكية، وشركاؤها تمويل فرص عمل مؤقتة، ومنح رعاية صحيّة أوليّة -لا سيما للنساء والأطفال- ومشاريع خدمات اجتماعية، ودعم مؤسّسات شريكة تُعاني من ضائقة مالية في منطقة بيت لحم. كما تُقدّم المنظمات غير الحكوميّة العاملة مع البعثة البابوية منحًا دراسية للطلاب في جامعة دار الكلمة وجامعة بيت لحم.

 

وأكد السيد حزبون أن إحدى الاحتياجات العاجلة تتمثّل في مساعدة جمعية الأرض المقدّسة التعاونيّة للحرف اليدويّة، وهي مؤسّسة معترف بها في مجال التجارة، على شراء خشب الزيتون لتمكين حرفييها من إنتاج مشغولات يدويّة من خشب الزيتون لأسواق التجارة الدوليّة.