موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ١٤ ابريل / نيسان ٢٠٢٣
صحيفة "أسيورفاتوريه رومانو" تجري مقابلة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس

فاتيكان نيوز :

 

في الذكرى السنوية الثلاثين للتوقيع على اتفاقات أوسلو، أجرت صحيفة "أوسيرفاتوريه رومانو" الفاتيكانية مقابلة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي تمنى أن يستمر البابا فرنسيس في الصلاة على نية السلام في المنطقة، مؤكدًا أن الأرض المقدسة تحتاج إلى بناء الجسور، لا الجدران.

 

استهل الرئيس الفلسطيني حديثه للصحيفة الفاتيكانية لافتًا إلى أهمية الديانة المسيحية في المنطقة، وأكد أن الرب يسوع هو ابن هذه الأرض، وُلد في مغارة متواضعة في بيت لحم، حيث توجد اليوم بازيليك المهد، مشيرًا إلى أنه يشارك سنويًا في قداس عيد الميلاد. وأوضح أن المناسبات الدينية المسيحية تُعتبر أعيادًا وطنية فلسطينية، تمامًا كتلك المسلمة.

 

بعدها تحدث عن انفتاح الطرف الفلسطيني على العديد من المبادرات السلمية، وأكد أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة لم تقبل بتلك المبادرات ولم تلتزم بالاتفاقات الموقعة، بل واصلت سياسة الاستيطان التي تتعارض مع القانون الدولي، فضلا عن ضم الأراضي وتهديم المنازل وتهجير الفلسطينيين من أرضهم وانتهاك حرمة المواقع المقدسة، المسلمة والمسيحية. ولفت عباس إلى أن الشعب الفلسطيني الذي يعد اليوم خمسة عشر مليون نسمة في أنحاء العالم كافة يستحق العيش بأمن وسلام وحسن جوار مع بلدان المنطقة.

 

ولم تخلُ كلمات الرئيس الفلسطيني من الإشارة إلى معارضته للعنف، خصوصًا إذا كان موجهًا ضد المدنيين العزل، وأكد أن الشبان الفلسطينيين هم الركن الأساسي لمشروع إعمار المؤسسات الوطنية الفلسطينية، لافتًا إلى أن السلطة الفلسطينية تعمل على نشر ثقافة السلام والحوار وسط الشبان، لتربيتهم على استخدام الوسائل السياسية والدبلوماسية، وعلى المقاومة الشعبية السلمية. وقال إنه يشجع الشبان بنوع خاص على البقاء في أرض أجدادهم، معتبرًا أن التبدلات الراهنة في المنطقة والعالم تشير إلى أن نهاية الاحتلال هي حتمية وليست بعيدة.

 

وتعليقاً على اللقاء الذي جمعه مع البابا فرنسيس والرئيس الإسرائيلي الراحل شمعون بيريز في الفاتيكان لتسع سنوات خلت، حيث غرس الرجال الثلاثة شجرة زيتون، عبّر الرئيس عباس عن أمله بأن تحمل هذه المبادرة الثمار المرجوة، وتمنى أن يستمر البابا في الصلاة على نية السلام وفي العمل دومًا من أجل تحقيق السلام والعدالة في الأرض المقدسة. وأشاد هنا بموقف الفاتيكان الذي اعترف بدولة فلسطين عند حدود حزيران 1967. وقال إنه ثمّن كثيرًا تجاوب البابا مع المبادرة المتعلقة ببناء جسور مع الأزهر الشريف، والتي بلغت ذروتها في اللقاء الذي جمع البابا مع إمام الأزهر أحمد الطيب في أبو ظبي والتوقيع على وثيقة الأخوة الإنسانية.

 

في ختام حديثه لصحيفة "أوسيرفاتوريه رومانو" الفاتيكانية ذكّر الرئيس الفلسطيني بالزيارة التي قام بها البابا فرنسيس إلى مدينة بيت لحم حيث صلى عند ما يُعرف بـ"جدار الفصل"، سائلا الله أن يهدم تلك الحواجز لأن الأرض المقدسة تحتاج إلى الجسور لا إلى الجدران. ولفت الرئيس عباس إلى أن الحضور المسيحي مهدد اليوم في المنطقة طالبًا من الكنائس ودول العالم أن تدعم الشعب الفلسطيني بغية الحفاظ على الأماكن المقدسة بالنسبة للمسيحيين والمسلمين على حد سواء.