موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
قامت سفارة دولة فلسطين لدى الكرسي الرسولي، بتاريخ 17 كانون الأول 2025، بعقد مؤتمر خُصّص لعرض عملية ترميم كنيسة المهد في مدينة بيت لحم. واستعرض المؤتمر الإنجازات التي تحققت ضمن مشروع الترميم الشامل، حيث قدّم الخبراء والباحثون المشرفون على الأعمال عرضًا تفصيليًا لمراحل الترميم المختلفة، والتحديات التي واجهتهم، إلى جانب أبرز الاكتشافات والنجاحات التي تحققت على مدار سبع سنوات من العمل المتواصل.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد شكّل، بموجب مرسوم رئاسي، «اللجنة الرئاسية العليا لترميم كنيسة المهد»، إحدى أقدم الكنائس في العالم، والتي شهدت ميلاد الطفل يسوع، في لحظة مفصلية من تاريخ الخلاص. وقد فازت شركة بياتشنتي الإيطالية بعطاء الترميم، وتولّت تنفيذ الأعمال وفق أعلى المعايير المهنية والفنية، حفاظًا على الكنيسة وصونًا لرسالة الميلاد التي تجسّد قيم المحبة والسلام.
وتضمّن المؤتمر عرض فيلم وثائقي تناول تاريخ كنيسة المهد وأبعادها الروحيّة والثقافية، وعلاقتها بالحجارة الحيّة والتراث الفلسطيني الأصيل. كما تطرّق النقاش إلى استكمال أعمال الترميم في مغارة الميلاد، والتي من المقرّر أن تبدأ بعد أعياد الميلاد ورأس السنة، تحت إشراف اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس.
وتأتي هذه الفعالية ضمن نشاطات السفارة ومساهماتها في احتفالات يوبيل الرجاء 2025، التي تُقام تحت شعار «حجّاج الرجاء». وفي هذا الإطار، افتتح الرئيس محمود عباس معرض «بيت لحم: ميلاد جديد» في 6 تشرين الثاني 2025 في متاحف سان سالفاتوري إن لاورو، وذلك عقب لقائه قداسة البابا لاون الرابع عشر. ويستمر المعرض في استقبال الزوار خلال أعياد الميلاد وحتى 10 كانون الثاني 2026، حاملاً رسالة السلام، ومشجعًا الحجّاج على زيارة فلسطين، أرض القداسة.
ويسلّط المعرض الضوء على تاريخ كنيسة المهد عبر الحقب التاريخية المختلفة، من خلال مقتنيات ووثائق ذات قيمة دينية وثقافية، حيث تعاونت السفارة مع متاحف الفاتيكان وحراسة الأرض المقدسة لعرض مقتنيات ثمينة تعود للبابوات الأربعة الذين زاروا الأرض المقدسة، وكان آخرهم البابا الراحل فرنسيس.
وقد جال المعرض في عدد من العواصم العالمية، بالشراكة مع مؤسسة تطوير بيت لحم وبإشراف اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس. وبالتزامن مع المعرض، وبمناسبة مرور عشر سنوات على إعلان قداسة الراهبتين الفلسطينيتين ماري ألفونسين غطاس ومريم بواردي، أُقيم قداس احتفالي في كنيسة سان سالفاتوري إن لاورو المجاورة للمتاحف.
كما شكلت الفعاليات المصاحبة تنظيم ورشات عمل متخصصة في الخط العربي والتطريز الفلسطيني، إلى جانب عرض مجموعة من الأثواب التقليدية الفلسطينية المطرزة، ولا سيما ثوب الملك والشطوة في مدينة بيت لحم، في تأكيد على الترابط العميق بين التراث الفلسطيني وكنيسة المهد، التي ما زالت تشكّل مركزًا حيًا لحضور العائلات التلحمية في المناسبات الدينية والاحتفالية.
وفي سياق النشاطات المرافقة، نظمّت سفارة دولة فلسطين عرضًا موسيقيًا ميلاديًا خيريًا خُصّص لدعم أطفال غزة، وذلك بتاريخ 1 كانون الأول 2025، في كنيسة القديس غريغوريوس السابع في روما. وأُقيم الحفل بقيادة المايسترو الأب بيير بول، وتحت رعاية وبالشراكة مع بطريركية القدس للاتين، ومنظمة فرسان مالطا وسفارة كندا، لدى الكرسي الرسولي.
وفي تصريح له، أكد سفير دولة فلسطين لدى الكرسي الرسولي عيسى قسيسية أنه، رغم القهر والظلم الذي يعيشه الشعب الفلسطيني والحرب الجائرة على غزة، تواصل السفارة إسهاماتها في فعاليات يوبيل الرجاء 2025، تأكيدًا على الحضور المسيحي الفلسطيني الأصيل، معربًا عن شكره القطاع الخاص الفلسطيني على دعمه المتواصل لهذه النشاطات الثقافية والروحية.