موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
قد لا يكون رفع صورة للقديس شربل في الطبقة السفلية لبازيليك القديس بطرس في الفاتيكان لكثيرين حدثًا في ذاته، وسط غابة من النصب والصور الموزعة والمرفوعة في عاصمة الكثلكة، لكن الحدث ليس ماديًا بقدر ما يحمل من قيمة معنوية تقديرًا للبنان ولأبرز قديسيه.
ففي الساعة العاشرة والنصف من صباح الجمعة 19 كانون الثاني 2024، قرعت أجراس كنائس لبنان لخمس دقائق، ابتهاجًا برفع لوحة من الموزاييك لقديس لبنان. وتستريح اللوحة أسفل المذبح الرئيسي لبازيليك القديس بطرس، إلى جانب ضريح البابا القديس بولس السادس، الذي أعلن الراهب اللبناني شربل مخلوف طوباويًا، ومن ثم قديسًا على مذابح الكنيسة الكاثوليكية عام 1977.
البابا فرنسيس يبارك موزاييك القديس شربل بعد اللقاء العام، 15 تشرين الثاني 2023
وبعد رفع اللوحة، ترأس المعتمد البطريركي الماروني لدى الكرسي الرسولي، المطران يوحنا رفيق الورشا، قداسًا استذكر فيه صفات القديس وصلّى فيه على نية لبنان. وحضر الاحتفال عميد دائرة الكنائس الشرقية كلاوديو غوجيروتي، ورئيس الرهبانية اللبنانية المارونية الأباتي هادي محفوظ، وكاهن البازيليك الكاردينال ماورو غامبيتي، وسفير لبنان في الفاتيكان فريد الخازن.
وجاء في العظة التي ألقاها الورشا: "إنّنا نشكر الربّ معًا على العطيّة التي أعطاها للكنيسة: عطية القديس شربل، التي تبعث فينا الرجاء، ليس فقط للكنيسة المارونيّة ولكنيسة لبنان، بل أيضًا لكنيسة الشرق الأوسط كما وللكنيسة الجامعة".
تابع: "يكفي أن نُبحر في عالم هذا الرجل العظيم لنتذوّق معه، وعلى مثاله، طعم العيش الجميل مع الله وفي حضوره. كم وكم من الحجاج الذين سيزورون هذه البازيليك ويشاهدون من الآن فصاعدًا وجهه المُشبَع نورًا آتيًا من النور الإلهي. فلنكن في شركة مع جميع الذين يصلّون إلى هذا القديس العظيم، ملتمسين شفاعته، راجين أن يعمَّ العالمَ السلام وتتدفّق عليه نعمُ السماء".
موزاييك القديس شربل بالقرب من ضريح القديس بولس السادس، أسفل كاتدرائية القديس بطرس
أضاف المطران الورشا في عظته خلال القداس: "إنّ صلوات مار شربل المستمرة، وتأملاته العميقة، وعباداته المتتالية، وليالي صمته العميق، تثمر إلى الأبد، وتمنحنا نعمًا كثيرة. إنّ الأوقات التي خصّصها للعمل في الأرض والحقل جعلته يستبق الأرض الأبدية، أرض أورشليم السماوية، حيث من هناك يعمل بلا انقطاع من أجلنا نحن الذين نعيش في وادي الدموع".
وقال: "تجاوبًا مع نداء غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي وجّهه في عظة الأحد المنصرم لكل موارنة العالم، نطلب منه أن يتدخّل لدى الرب من أجل الشرق المعذّب والعالم المضطرب، لكي يضع حدًّا للحرب الشرسة الدائرة بين إسرائيل والفلسطينيين، والتي نشبت في السابع من شهر تشرين الأوّل ولا نعرف متى سينتهي؛ نصلي من أجل وطننا لبنان والاستقرار والسلام فيه، ومن أجل شعبه المتألّم الذي يمرّ بفترة حرجة، قلقًا من أن تمتد الحرب الدائرة إليه فيما لم يعد يتحمل أزمات ومصائب... نصلّي أيضًا من أجل انتخاب رئيس للبلاد، ينتشل لبنان واللبنانيين من الغرق ومن العواصف المحدقة إليه من كلّ جهة".