موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٢٣ مايو / أيار ٢٠٢٣
رعيّة اللاتين في الجبيهة تواصل التنشئة الكتابيّة في سفر الرؤيا

الأخت سيسيل حجازين :

 

تابعت كنيسة القديس بولس للاتين في منطقة الجبيهة، شمال عمّان، لقاءات التنشئة الكتابية في سفر الرؤيا.

 

فبعد أن اشترك الحضور في صلاة السبحة الورديّة، وبالذبيحة الإلهيّة التي ترأسها الكاهن المساعدة في الرعيّة الأب علاء بعير، بمشاركة كاهن الرعيّة الأب سامر مدانات، توجّه الجميع إلى قاعة الرعيّة لمتابعة التنشئة الكتابيّة في سفر الرؤيا مع الأستاذ رائد خوري، المحاضر في المركز اليسوعي، وذلك ضمن الرسالة السينوداليّة التي تحملها الكنيسة تحت شعار "مشاركة، شركة، ورسالة".

 

ابتدأ المحاضر اللقاء الرابع باستكمال الرسائل الثلاث المتبقية من الرؤيا الاولى، رؤيا الكنائس السبعة.

 

تم أولاً الحديث عن كنيسة سرديس، هذه الكنيسة التي دعاها السيد المسيح إلى الامتلاء من الروح، لأنها أشرفت على الموت. فهي في الظاهر تبدو حيّة وفرحه، وهذا معنى اسم سرديس "أمير الفرح"، ولكنها في الواقع تهاونت في أعمال المحبّة، فأوشكت على الموت، لذا يدعوها السيد المسيح للحفاظ عما تبقّى لديها من روح المحبة، والنهوض من جديد.

 

أما كنيسة فيلادلفيا، فلم يوجٌه لها السيد المسيح أي نقد أو لوم، فهي كنيسة المحبة الأخويّة. وعظمة هذه الكنيسة تكمن في أنها على الرغم من قلة عدد أفرادها، إلا أنها عكست نور المسيح في العالم، فأضحت كالخمير في العجين، تنشر بذور الحب الأخوي في العالم. فالبشارة لا تكون فقط بالكلام، وإنما بعيش المحبة الأخوية بين الناس.

 

واختتم القسم الأول من المحاضرة بالحديث عن مدينة اللاذقية وكنيستها. فمدينة اللاذقية في آسيا الصغرى، تعتبر من أغنى مدن العالم القديم، فقد اعتبرت بنك أسيا، وفيه صُكّت العملات. واشتهرت هذه المدينة بصناعة أجود أنواع الملابس، وامتازت بمدرسة الطب، وصناعة المراهم التي تستخدم لعلاج امراض العيون والأذان. كما اشتهرت بحصانتها، واقنية المياة الباردة والحارة فيها. ولكن على الرغم من كل هذه الخيرات، إلا أنها لم تعرف الرّب، وقد نسيت هذه المدينة كل المجد إلى علمها، وقوتها، وغناها. لأجل كل ذلك، نرى السيّد المسيح يوجّه لهذه المدينة النقد اللاذع قائلاً: تعتقدين أنكِ غنيّة ماديًا، ولكنكِ فقيرة روحيًّا، أنكِ قويّة بحصونك، ولكنكِ بائسة بدون الرب، إنكِ تصنعين المراهم للعيون، ولكنكِ عمياء، وتصنعين مرهمًا للآذن، ولكنكِ صماء، تفتخرين بصناعة الملابس، لكنها غير كافية لتسترِ عري خطيئتك.

 

في القسم الثاني، تطرّق المحاضر عن الحالة التي كان بها يوحنا محلقًا في الروح. وفي هذه المرحلة اختطف يوحنا بالروح، وأما جسده فكان على الأرض. وهنا يدخل يوحنا بالروح هيكل الله في السماء، ويبدأ في وصف هذا الهيكل الشبيه بهيكل سليمان على الأرض. لقد اختبر يوحنا قدسية الله في السماء، فلم يجد ما يعبّر عن هذه القدسية، سوى طقوس العبادة في بيت الرب في أورشليم. فالأربعة والعشرون شيخًا المحيطين بعرش الرب، يحاكون الأربعة والعشرون الفرقة الكهنوتيّة التي أوكل بها طقوس العبادة في الهيكل. وأرواح القديسين أسفل المذبح، تذكّرنا بدم الحمل الذي كان يسفك أسفل المذبح في هيكل أورشليم.

 

أمّا الملائكة السبعة، حاملي الأبواق السبعة، يذكروننا بالكهنة حاملي الأبواق في هيكل أورشليم، الذين ينفخون أبواقهم مع بداية تقدمة خدمة البخور في الهيكل. وكان يعتقد أنه بارتفاع سحابة البخور، يحضر الرب في قدس أقداسه ليسكن بين جناحي الكاروبيم. وبهذا الحضور، تنفخ الأبواق لكي تنبه المصلين إلى ضرورة السجود في تلك اللحظة إكرامًا لله القادم ليجلس على عرشه.

 

وهذه اللحظة تذكرنا بكلام التقديس في الذبيحة الإلهية، فأثناء تلاوة ذلك الكلام، يحلّ الروح القدس على القرابين، فيتحوّل الخبز إلى جسد المسيح، ويتحوّل الخمر الى دمه، من هذا المنطلق، تقرع الأجراس، ويسجد الجميع، احترامًا لهذا الحضور السري للرب تحت شكلي الخبز والخمر.

 

وفي ختام هذا اللقاء أجاب المحاضر على أسئلة الحضور.