موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٣٠ مايو / أيار ٢٠٢٣
رعية اللاتين في الجبيهة تواصل محاضرات التنشئة الكتابية حول سفر الرؤيا

الأخت سيسيل حجازين :

 

تابعت رعية القديس بولس الرسول في الجبيهة سلسلة محاضرات التنشئة الكتابية.

 

فبعد صلاة المسبحة الورديّة والقداس الإلهي الذي ترأسه الكاهن المساعد الأب علاء بعير، وتخلله تأمل لكاهن الرعيّة الأب سامر مدانات، توجّه الجميع إلى قاعة الرعيّة للاستماع إلى المحاضرة الخامسة حول سفر الرؤيا والتي قدّمها الاستاذ رائد خوري، المحاضر في المركز اليسوعي.

 

في مستهل المحاضرة، ذكّر المحاضر المشاركين بأبرز النقاط التي تم التطرّق إليها في اللقاء السابق، ثم استعرض الأفكار التمهيدية التي لها علاقة بالأختام السبعة، والتي كانت موضوع المحاضرة. فوضّح بإيجاز المقصود بكل مما يلي: الدهر الحاضر والدهر الآتي، نهاية الأزمنة، القيامة الأولى والقيامة الثانية، الدينونة، صعود ابن الإنسان، أنواع الطغمات السماوية.

 

وبعد فترة استراحة قصيرة، تابع المحاضر حديثه عن المرحلة الثانية من مراحل سفر الرؤيا، والتي دخل بها القديس يوحنا بالروح قدس أقداس الهيكل السماوي. وفي هذه المسيرة السماويّة، كشف الرب ليوحنا عن سر الشر الموجود في العالم. وبعد هذا الكشف، بدأ الرب يشرح ليوحنا عن الإجراءات المزمع أن يقوم بها لكي يحقّق العدالة على هذه الأرض.

 

وفي معرض الإجابة عن سبب الشرور التي أصابت ربع الأرض، ابتدأ الحمل بفض الأختام السبعة.

 

ومع فتح كل ختم، يقوم أحد الأحياء الأربعة الواقفين أمام عرش الرب، باستدعاء أحد الفرسان الأربعة. فمع الختم الأول، خرج الحي الأول الشبيه بالأسد، الذي استدعى الفارس الأبيض، والذي يرمز إلى الامبراطور دومتيانوس بكل ما ابداه من حماس للقضاء على المؤمنين الرافضين التعبّد له على الأرض. أما مع الختم الثاني، فنحن نرى الحي الثاني، الشبيه بالعجل، وقد استدعى الفارس الأحمر، الذي يرمز إلى سفك الدماء ونار الدمار والحروب. وهذا الفارس الأحمر هو الذي نزع السلام، فسادت الحروب والتزاعات على الأرض.

 

ومع فض الختم الثالث، قام الحي الثالث الشبيه بالإنسان باستدعاء الفارس الاسود، وهذا الفارس كان يحمل ميزانًا، لذا فهو يرمز إلى الظلم وعدم العدالة على الارض، فإن ساد الظلم، قام الغني باستباحة الفقير، والقوي يقتل الضعيف، فيكون نتيجة ذلك، أن تقل الأموال، وتعم المجاعة. ومن مظاهر هذه المجاعة، أن الدينار الذي كان يشتري 20 مكيالاً من القمح في أيام الرخاء، نراه لا يقوى إلا على شراء مكيال واحد في زمن القحط. وفي الحقيقة أن مثل هذه المجاعة قد حدثت فعلا في زمن الامبراطور دومتيانوس، كما تشهد بذلك كتب التاريخ. ونظرًا لهذه للمجاعة، فقد أصدر الامبراطور دومتيانوس قرارًا يمنع بموجبه زراعة الزيتون والكرمة، لذا يحذره الرب في سفر الرؤيا من لعب دور الإله، الذي يشرع للناس ما يجب أن يزرعوه وما لا يجب زراعته.

 

ثم مع الختم الرابع، يخرج الحي الرابع الشبيه بالعقاب أو النسر، ويقوم هذا الحي باستدعاء الفارس الرابع ذو اللون الأخضر المائل إلى الصفرة، وهذا هو لون الشحوب والمرض، لذا ليس من المستغرب أن يرمز هذه الفارس إلى المرض الذي يؤدي إلى الموت. فإسم هذا الفارس هو الطاعون الذي يتبعه مثوى الأموات.

 

وبعد هذه الوجبة الدسمة من التفسيرات، وجّه الحضور أسئلتهم إلى المحاضر الأمر الذي أغنى هذا اللقاء.