موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ١٢ مايو / أيار ٢٠٢٣
رعية القديس بولس للاتين في الجبيهة تواصل جلسات التنشئة الكتابيّة

الأخت سيسيل حجازين :

 

استمرارًا لمسيرة السينودس الكنسيّ "شركة ومشاركة ورسالة"، واصلت رعيّة القديس بولس الرسول للاتين في منطقة الجبيهة، شمال عمّان، جلسات التشئة الكتابيّة حول سفر الرؤيا، والتي يقدّمها الأستاذ رائد خوري، المحاضر في المركز اليسوعي.

 

في القسم الأول من المحاضرة، استعرض المحاضر المعاني الرمزية لعدد من الأرقام الوارد ذكرها في سفر الرؤيا. فالرقم 1 يرمز للوحدانية، والرقم 3 يرمز لتجسيد الحقيقة، كحقيقة الله المثلث الأقانيم، وحقيقة الزمن اللازم للقاء الرب؛ فكما كان يونان في بطن الحوت لمدة ثلاثة أيام، هكذا كان السيد المسيح في القبر. أما الرقم 4 فيرمز إلى العالم باتجاهاته الأربعة، وفئات الشعوب الأربعة (من كل قبيلة وشعب ولسان وأمة)، وبشارة الأناجيل الأربعة.

 

كما استعرض المحاضر أهميّة الرقم 7، الذي يرمز للكمال على المستوى الروحي، كمواهب الروح القدس السبعة. وأما الرقم 12 فيرمز للكمال على المستوى البشري، كيف لا، وعدد اسباط بني اسرائيل 12 سبطًا، وعدد تلاميذ المسيح 12 تلميذًا. وبعد ذلك، تطرّق المحاضر الى الرقم 6، والذي يرمز إلى الخطيئة والنقص، فرمز الوحش المعادي لشعب الرب هو 666.

 

وأنهى المحاضر الحديث عن رمزية الأرقام بالتطرّق إلى رمزية الرقم 10، الذي يُشير إلى الحد الأدنى لمسؤولية الإنسان أمام الله؛ فهناك الوصايا العشر، وهناك العذارى العشر. بالاضافة الى ذلك، فإن الرقم 10 يرمز لما هو قليل. فعلى سبيل المثال، يملك التنين ووحش البحر 10 قرون، أي أن قوتهم صغيرة ومحدودة، في مقابل السبعة قرون التي يملكها الحمل يسوع المسيح، الذي له كمال القوة. وقد دلّل المحاضر على مصداقية تفسيرة لرمزية الأرقام من خلال حساب الجمّل عند اليهود (عبارات وحروف يرمز لها بالأرقام)، ومن خلال اقوال آباء الكنيسة وتعليمهم، وأيضًا من خلال موقع هذه الارقام في آيات الكتاب المقدس.

 

أما القسم الثاني من المحاضرة، فقد استهله الاستاذ رائد بالدخول في متن نص سفر الرؤيا، مبتدءًا بالتمهيد والمقدمة، وصولاً إلى تفسير المعاني الرمزية التي وصف بها السيّد المسيح القائم من الموت. فالشعر الأبيض كالصوف يرمز إلى نقاء السيد المسيح، الذي هو الحمل الذبيح. والسيف ذو حدين النازل من فم المسيح، هو سيف الكلمة، الذي يدين الأشرار في محكمة الرب ويفصلهم عن الأشرار. والكواكب التي يحتضنها المسيح في يمناه فترمز إلى رؤساء الكتائس، وإلى والملائكة الحارسة، التي تشمل الكنائس في رعايتها. واليد اليمنى هي يد الرب التي تبارك وتحمي الكنيسة، لذا وعد الله للكنيسة أن أبواب الجحيم لن تقوى عليها.

 

وأما الزنار الذهبي على الخصر، فهو يرمز لصدرة القضاء التي يلبسها عظيم الكهنة، وهنا السيد المسيح القائم من الموت يتسربل بالثوب الأبيض الطويل، ثوب الملك والكهنوت، ثوب القضاء، والذي بكلمة فمه سيدين الأشرار في محكمة الرب. والمسيح القائم قدماه أحميت بنار أتون، فظهر عليها أثار المسامير التي غُرست في جسده الطاهر على الصليب. والمسيح القائم يسير بين المناور السبعة. وهذه المناور الذهبية ترمز إلى الكنائس السبع. وطالما السيد المسيح يقف في وسطها، فلن تقوى عليها قوى الشر، وستتحطّم هذه القوى، بدم المسيح وثبات القديسين.

 

وفي الختام استمع المحاضر إلى أسئلة الحضور ومشاركاتهم.