موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٢٥ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٠
رئيس جمهورية العراق يحضر قداس ليلة عيد الميلاد: المسيحيون أهل وملح هذا الوطن
والبطريرك ساكو: لا سلام من دون اشاعة ثقافة السلام واللاعنف
رئيس الجمهورية العراقية يحضر قداس ليلة عيد الميلاد المجيد في بغداد (رئاسة الجمهورية العراقية)

رئيس الجمهورية العراقية يحضر قداس ليلة عيد الميلاد المجيد في بغداد (رئاسة الجمهورية العراقية)

أبونا :

 

ترأس البطريرك الكلداني الكاردينال لويس روفائيل ساكو قداس ليلة عيد الميلاد 24 كانون الأول 2020 في كنيسة مار يوسف في الكرادة ببغداد، بمشاركة السفير الفاتيكاني، والأساقفة المعاونين شليمون وردوني، باسيليوس يلدو وروبرت جرجيس، وبعض الكهنة وعدد من الراهبات وجمع غفير من المؤمنين.

 

هذا وحضر القداس رئيس الجمهورية العراقية د. برهم صالح، حيث هنأ المسيحيين، وسائر العراقيين، بأعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية. كما حضر القداس سماحة السيد عمار الحكيم، والشيخ ستار الحلو الرئيس الروحي لطائفة الصابئة المندائيين، وعدد من السفراء والنواب.
 

إشاعة ثقافة السلام

 

وقال البطريرك ساكو في عظته: "لا سلام من دون إشاعة ثقافة السلام واللاعنف. فالسلام من أولويات الحياة، ومن دونه لا حياة مستقرة ولا تقدم. لذا حتى يتحقق السلام لا بدّ من تنشئة الناس على ثقافة الأخوّة والتسامح والسلام والتآزر والتعاون واللاعنف فكريًا ودينيًا واجتماعيًا".

 

وشدد غبطته على أن "هذه التنشئة ينبغي أن تكون التزامًا مشتركًا من أجل بناء السلام، واستبعاد الحروب وحماية الناس والعيش المشترك والتنوع والتعددية. فثقافة السلام تتم من خلال التعليم في العائلة (المدرسة البيتية) والمدارس والكنائس والمساجد والإعلام". هذا وتابع البطريرك الكلداني عظته مركزًا على معاني الإيمان والتضامن والاستعداد لزيارة البابا فرنسيس التاريخية إلى العراق.

ملح هذا الوطن

 

من جهته، ألقى الرئيس صالح كلمة أشار فيها إلى أن "المسيحيين عانوا طيلة السنوات الماضية من آثار التطرف والإرهاب، وفقد البلد الكثير من طاقاتهم حين اضطروا إلى مغادرة ديارهم وتعرضهم إلى القتل والتشريد على أيدي الظلاميين الإرهابيين"، مشددًا على ضرورة العمل الجاد على تأمين حياة وعودة المسيحيين مجددًا مكرمين معززين في بلدهم الأصل، وحماية حقوقهم الدينية والثقافية".

 

وقال: "بروح الإنسانية والاخوّة والمواطنة، نبارك لأهلنا المسيحيين في العراق وفي العالم، بحلول أعياد الميلاد المجيد للسيد المسيح. أتشرف أن أكون في هذه الكنيسة كي نحتفل سويًا بهذه المناسبة المباركة، وقد أقرّ مجلس النواب العراقي اعتماد عید میلاد السید المسیح عطلة رسمية للبلاد. وفي هذا السياق أعبّر عن تقديري وامتناني للكاردينال لمثابرته وإصراره ومتابعته لهذا الملف ولمجلس النواب لتصويتهم على هذا القرار".

 

تابع: "إننا وفي هذه المناسبة المجيدة بأمسّ الحاجة، في العالم والعراق خاصة، إلى استلهام القيم الإنسانية والنبيلة التي جاء بها السيد المسيح، والتي رسخها بمفاهيم الحب والتعاون والتسامح من أجل البشرية، ومن أجل أن يسود بينهم روح السلام والتعايش. وكما تفضل الكاردينال، نحن بحاجة إلى لغة المحبة بدلاً من لغة الكراهية والتفرقة، نحن بحاجة إلى السلام بدلاً عن النزاع والصراع، نحن بحاجة إلى المصالحة والتكاتف والوحدة بدلا عن التناحر والفرقة. هكذا علمنا السيد المسيح في جميع وصاياه، وهذا ما نصت عليه كل الأديان السماوية، وهذا ما يجب أن نكون عليه في عالم ما زال يعاني آلام الحروب والنزاع والتطرف".

أضاف: "نستبشر خيرًا بقدوم قداسة البابا فرنسيس في آذار العام المقبل، إلى العراق، ونقول باسم المسلمين والمسيحيين والايزيدين والصابئة المندائيين وغيرهم من مكونات هذا الوطن، أهلا بقداسته في عراق أور موطن سيدنا إبراهيم أبي الانبياء، في عراق عاصمة الخلافة الإسلامية والإبداع الإنساني عبر التاريخ، في عراق النجف الأشرف، عراق وادي الرافدين، وجبال كردستان ومآثر آشور وبابل وسومر".

 

ولفت بقوله: "ليس بخافٍ على أحد أن المسيحيين عانوا طيلة السنوات الماضية من آثار التطرف والإرهاب، حيث فقد العراق الكثير من طاقاتهم حين اضطروا الى مغادرة ديارهم وتعرضهم الى القتل والتشريد على أيدي الظلاميين الإرهابيين. ولقد شاركهم في هذه المعاناة وهذه المآسي اخوتهم من المكونات العراقية الأخرى. فالإرهاب والتطرف لا يفرق بين الأديان والقوميات، إذ إنه يستهدف كل ما للإنسانية من صلة. لذلك لا بدّ من العمل الجاد على تأمين حياة وعودة المسيحيين مجددًا مكرمين معززين في بلدهم الاصل، وحماية حقوقهم الدينية والثقافية. فهم أهل وملح هذا الوطن وهذا ما يشهده التاريخ لهم، فالعراق عراق التنوع، وبلا المسيحيين سيفقد حتمًا هذا التنوع وهذه القوة التي جاءت من تنوع الاديان والقوميات في هذه البلاد".