موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
حارس الأراضي المقدّسة الأب فرانشيسكو إيلبو يتسلّم ختم الحراسة من سلفه الأب فرانشيسكو باتون
بحفاوة بالغة، استقبلت حراسة الأراضي المقدّسة، يوم الاثنين 21 تموز 2025، حارسها الجديد الأب فرانشيسكو إيلبو. ووفقًا للتقليد، بدأ الدخول الرسميّ من باب الخليل إلى البلدة القديمة في القدس. وكان في استقباله الرهبان الفرنسيسكان، وممثلو الكنائس المحليّة، وعدد من المسؤولين الدبلوماسيين من دول مختلفة.
لحظة القسم: الأب إيلبو يضع يده على الإنجيل ويتعهّد بخدمة الأراضي المقدّسة
اتجه الموكب، بقيادة القوّاسة بزيّهم التقليدي –تماشيًا مع تقاليد كنائس القدس– إلى كنيسة دير المخلّص. وتقدّمه رهبان الحراسة، تلاهم الحارس الجديد، ونائب الحارس الأب إبراهيم فلتس، والزائر العام الأب ألويزي سلافومير فاروت.
ورافقت الموكب النشيد اللاتيني "اللهمّ نمدحك"(Te Deum) ، في أجواء مهيبة. وعند وصوله إلى مدخل الدير، استقبله نائب الأخويّة، الأب بييرماركو لوتشيانو، وألبسه البطرشيل والصليب. ثم بارك الحاضرين بالماء المقدّس، قبل أن يدخل الكنيسة.
وأمام الجمع، تلا الزائر العام مرسوم التعيين الصادر عن الرئيس العام للرهبنة الفرنسيسكانيّة، الأب ماسّيمو فوساريللي. بعد ذلك، تقدّم الحارس نحو المذبح، وأقسم اليمين واضعًا يده على الإنجيل، ثم تسلّم ختم الحراسة من الأب فرانشيسكو باتون، في لحظة رمزية نقلت إليه رسميًّا المسؤوليّة.
مشهد عامة لكنيسة دير المخلص بالقدس: شركة والصلاة
وفي أول كلمة له كحارس، أعرب الأب فرانشيسكو إيلبو عن امتنانه للسلطات الدينيّة والمدنيّة والدبلوماسيّة الحاضرة، طالبًا دعمهم بالصلاة. ثم توجّه إلى إخوته الرهبان، وشاركهم تأمّلاً عميقًا حول معنى الدعوة، وقال "الحياة هي دعوة. الرّب يسوع لا يتوقّف عن دعوتنا. في كل لحظة وكل ظرف، يأتي المعلّم للقائنا، ويدعونا إلى ما يبدو مستحيلاً في نظر البشر."
وتطرّق في كلمته إلى الأوضاع المأساوية التي تعيشها الأرض المقدّسة، مشيرًا إلى أنّ الإيمان هو الصخرة الصلبة والمرساة الوحيدة وسط الأزمات. وقال: "في خضمّ العاصفة التي تشهدها الأرض المقدّسة، أشعر بضرورة تثبيت نظري على يسوع. لا على يسوع المجرّد، بل على ذاك الذي أراه في الأسرار المقدّسة، وفي وجوه إخوة وأخوات كثيرين يحملون في هذه الأرض علامات المسيح الفقير المصلوب."
وختم الحارس الجديد كلمته بلفتة أخوية مؤثّرة: "أيّها الإخوة الأحبّاء، إنّ العناق الذي سنتبادله بعد قليل هو أبلغ تعبير عن أخوتنا." وبعدها، ووفق التقاليد، عانق الأب فرانشيسكو كلّ راهب من الحاضرين، واحدًا تلو الآخر، موجهًا إليهم تحيّة شخصية تعبّر عن القرب والمحبّة.
الرهبان يتحدون في صلاة الغروب: بداية مسيرة الأب إيلبو كحارس
بعد ذلك، توجّه الحارس الجديد إلى غرفة الملابس الكهنوتية (السكرستيا)، حيث ارتدى الثياب الليتورجية، وترأّس مع الجماعة صلاة الغروب الاحتفالية.
وفي مستهلّ الصلاة، عبّر الأب إيلبو عن رغبته العميقة بكلمات مؤثّرة: "أطلب نعمة أن أعرف رسالتي أولًا، ثم أن أتمكّن من تحقيقها." وأضاف: "أتمنّى أن أكون أخًا وأبًا للجميع. فلا يمكن لأحد أن يكون أبًا، إن لم يعش أولًا اختبار البنوة."
وبروح الاتكال والخدمة هذه، يبدأ الأب فرانشيسكو إيلبو مهمته كحارس جديد لحراسة الأراضي المقدّسة، واثقًا بالله، ومسنودًا بصلاة جماعته من الرهبان في هذه الأرض المباركة.