موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ١٧ يناير / كانون الثاني ٢٠٢٣
حوار للأب رفعت بدر مع صحيفة الدستور المصرية حول السياحة الدينية
الأب رفعت بدر ومحرر الدستور تريزة شنودة

الأب رفعت بدر ومحرر الدستور تريزة شنودة

الدستور المصرية :

 

كشف الأب الدكتور رفعت بدر، مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن، عن أن أعمال تطوير موقع معموديّة السيّد المسيح (المغطس) تتضمن إقامة مسرح للحفلات والمهرجانات يتسع لخمسة آلاف شخص، وأمكان لعقد مخيمات الشبيبة والكشافة ضمن مشروع روحاني لإقامة المحاضرات الدينية، في إطار جهود تحويل البلاد لموقع حج عالمي.

 

وأضاف الأب بدر، في حواره مع صحيفة الدستور المصريّة، أن مصر من الدول المرشحة لاستضافة مؤتمر تدشين الهيئة الإعلاميّة الموحدة للكنائس المسيحية، لافتًا إلى أنه يسمح للأقباط المصريين بزيارة الأماكن المقدسة في الأردن مع توفير كل التسهيلات لهم.

 

بداية.. ماذا عن تطوير المغطس المقدس؟

 

تطوير المغطس حدث هام جدًا وتاريخي بالنسبة للسياحة الدينية في الأردن، والأعمال تتضمن تجهيز مكان للصلاة يضم عدة كنائس، ونحن نتحدث عن تطوير الأماكن المجاورة أيضًا للمغطس، والاستثمار فيها لكي نشجع السياحة الدينية. ونتحدث أيضًا عن توفير إقامة كاملة للزائر، وإحياء ليالٍ في القرية السياحية الجديدة، التي تشمل فنادق سياحية وأماكن لبيع التحف الدينية، وأماكن لبيع الطيور.

 

 

ما الفائدة المنتظرة من التطوير؟

 

تكمن أهمية منطقة المغطس في كونها قريبة من البحر الميت، الذي يحتوى على كمية كبيرة من الأملاح، من الممكن أن يستفيد منها الزائر في علاج بعض الأمراض، وسيكون هناك مسرح لإقامة الحفلات والمهرجانات يتسع لـ5 آلاف شخص. وستكون هناك مخيمات للشباب والكشافة ضمن مشروع روحاني ومحاضرات دينية، وهذا سيتحقق من خلال المستثمرين، ويمكن للمسئولين مخاطبة المستثمرين الأجانب، للمجيء إلى المغطس والاستثمار فيه، لأن الأردن مكان حج عالمي، وهناك أعداد كبيرة من الحجاج المسيحيين الذين يفضلون السياحة الدينية فى الأردن.

 

 

كم يبلغ عدد الحجاج الزائرين للمغطس؟

 

الإحصائيات الحالية لعدد الحجاج غير دقيقة بسبب جائحة كورونا التي اجتاحت العالم الفترة الماضية، حيث توقفت عجلة السياحة الدينية فى العالم أجمع وليس فى الأردن فقط.

 

ووزارة السياحة في الأردن عندما تتحدث عن السياحة الدينية تقول إنها تستهدف العودة للأرقام التي كانت في عام 2019، حيث كانت هناك نهضة دينية في الأردن وكان الموسم مبشرًا للغاية. وفي عام 2019 كان لدينا مليون زائر للبتراء، إضافة إلى 790 ألف زائر لجبل نيبو، وكان هناك نحو 300 ألف زائر لموقع المعمودية، وباقي الأماكن السياحية في الأردن.

 

والأردن لا تقتصر السياحة فيه على السياحة الدينية فقط، ولكن هناك سياحة للمؤتمرات والمواقع المتميزة، لأن الأردن يلعب دورًا متميزًا فى المنطقة سياحيًا وسياسيًا بسبب احتضانه اللاجئين واهتمامه بالقضية الفلسطينية. ولدينا سياحة يُطلق عليها سياحة المغامرات في الأنهار والمياه، ونحن ننظر للأردن على أنه بلد سياحي، لكن لم نحقق كل الأحلام بعد.

 

 

ماذا عن الأهمية الدينية للحج لمنطقة المغطس؟

 

المغطس هو جوهر الأماكن السياحية فى الأردن بالنسبة للحجاج المسيحيين، لأن الذي لعب دورًا رئيسيًا فيه هو المسيح، كما أنه لدينا القديس يوحنا المعمدان الذى يعتبر الشفيع الأول للكنيسة في الأردن، وكان يبشر في الجهة الشرقية في النهر، وكان شهيد الحق في قلعة الكاور فى الأردن.

 

وكان المغطس مغلقًا لأوضاع سياسية لأنه يقع على الحدود مع فلسطين وإسرائيل، إلى أن تم إبرام اتفاقية في عام 1994، المعروفة بمعاهدة السلام مع إسرائيل، وبالتالي عادت أرض المغطس من جديد، وفُتحت لتكون مزارًا للسياحة الدينية في الأردن.

 

وأرض المغطس مكان مبشر جدًا، سيضعه الزائرون على قوائم الأماكن الهامة للزيارات، خلال وجودهم فى الأردن.

 

 

ألم يتم ضم المغطس لقائمة التراث العالمي؟

 

تمّ الاعتراف بالمغطس ضمن التراث العالمي، حسب منظمة اليونسكو العالمية، وعملية إدراج المغطس ضمن التراث العالمي لها مميزات مادية وغير مادية، وفي الفترة الماضية أدرجت أكلة «المنسف» على لائحة التراث العالمي للإنسان غير المادي، وإدراج أي مكان مقدس على لائحة التراث يعني أنه سُجل عالميًا للأبد باسم البلد الذي يكون فيه، وبذلك لا يستطيع أي بلد أن يعلن أن المغطس تابع له. وهناك اعتراف إعلامي هام تم عام 2000 على لسان البابا يوحنا بولس الثاني، حيث وصف الأردن بأن لديه تقاليد جميلة، ومنذ ذلك الحين تم فتح المغطس والكنائس للحجاج بالتزامن مع عيد الغطاس.

 

 

متى يُسمح للزوار بالدخول إلى المغطس؟

 

يُفتح المغطس للزوار خلال الجمعة الثانية من شهر يناير كل عام، وهو يوم حج الكنائس الكاثوليكية بالتزامن مع عيد الغطاس، ويُسمح لهم أيضًا بالحج إلى جبل نيبو، حيث الاحتفال بعيد النبي موسى، ولدينا أيضًا الحج إلى سيدة الجبل فى عنجرة فى الجمعة الثانية من شهر يونيو، وفي هذه المناسبات يأتي الحجاج من عدة دول لإقامة السياحة الدينية وزيارة أرض المغطس.

 

 

ماذا عن زيارات الأقباط المصريين إلى المنطقة؟

 

السياحة القبطية فى الأردن انتعشت عقب زيارة البابا تواضروس له، وأصبح الزائر يأتي للزيارة الدينية، ويمر في نهر الأردن، ويعبر لكنيسة القيامة، التي زارها البابا وصلى فيها، واعتبر ذلك بمثابة تصريح للسماح للحاج القبطي بالذهاب للقدس وزيارة الأماكن المقدسة.

 

وهناك تعاون مع وزارة السياحة لتكثيف زيارات الأقباط المصريين للأردن بالتنسيق مع وزارة الداخلية، لأن العديد من الأقباط المصريين يأتون للأردن أيضًا، من أجل فرص العمل، وهناك تسهيلات من الحكومة الأردنية للقادمين من الأقباط المصريين لزيارة الأماكن السياحية. والحاج المصرى القبطي له الحق في الذهاب إلى الأردن وزيارة الأماكن المقدسة والتبرك بالمياه في نهر الأردن، والوفود السياحية تمنح كل التسهيلات للوصول إلى الأماكن السياحية للزيارة.

 

 

هل هناك حضور للكنيسة الأرثوذكسية بالأردن؟

 

الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هى جزء لا يتجزأ من المجتمع المسيحي فى الأردن، ولديها محكمة كنسية وثلاثة كهنة، وحاليًا تمت إضافة كاهن جديد، وهي ترتبط ببطريركية الأقباط فى القدس.

 

 

ماذا عن استضافة الأردن مؤتمر مديرى الحجاج بالعالم خلال العام الحالي؟

 

سيستضيف الأردن مؤتمر مديري الحجاج، وهذا المؤتمر يأتي بمناسبة مرور 75 عامًا على رابطة الحج المسيحي الفرنسي العالمي، وسيحضره نحو 180 مديرًا للحج المسيحي حول العالم، وسيتم الاهتمام بهذا الحدث، لأن له أهمية كبيرة بالنسبة للأردن.

 

 

ما آخر مستجدات الاحتفال بمجلس كنائس الشرق الأوسط وتذكار تأسيسه؟

 

نحتفل العام الحالى بمرور 50 سنة على إنشاء مجلس كنائس الشرق الأوسط، وهي الهيئة الوحيدة التي تضم العائلات الكنسية الأربع، بهذه المناسبة نسعى إلى تأسيس هيئة إعلامية تجمع جميع الهيئات المسيحية، لتحقيق الوحدة الإعلامية للمسيحيين بعيدًا عن التنافس، ومصر من البلدان المرشحة لاستضافة مؤتمر تدشين هذه الهيئة.

 

 

كيف يسعى المجلس لدعم الوحدة بين الكنائس؟

 

كل الكنائس مع خيار الوحدة بينها، ويبقى هذا المجلس عنوانًا للسعى للوحدة، ومؤخرًا كانت هناك معاناة في بعض دول العالم، بسبب ظروف سياسية وطائفية، خاصة في دول مثل لبنان والعراق وسوريا وفلسطين، ولكن في النهاية المسيحي يحب أن يكون بجانب أخيه المسيحي في أي مكان بغض النظر عن عائلته الكنسية.

 

 

كيف يدعم المجلس المهجرين في الدول التي تعانى من أزمات؟

 

دعم المجلس المهجرين من الدول التي تعاني من أزمات، من خلال السعي لتخفيف معاناتهم سواء عبر الاهتمام باللاجئين ماديًا أو نفسيًا.

 

 

لماذا يسمى الأردن «الوصي على المقدسات»؟

 

الأردن يعمل على حماية المقدسات لذا هو الوصى عليها، وهذا اللقب مرتبط بالملك منذ نشأة المملكة الأردنية، ويعد ذلك اللقب تاريخيًا، هو جزء من الحقوق الأردنية، لأن الوصاية ليست حبرًا على ورق، وإنما تنفيذ على أرض الواقع، وتتجلى فى رعاية قبة الصخرة ودفع مستحقات الموظفين في المسجد الأقصى، فهذه كلها منشآت تابعة لـ«الأوقاف الأردنية». والأردن كان له إسهام في ترميم كنيسة القيامة والقبر المقدس وتطوير الصرف الصحي فيها.