موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
عدل وسلام
نشر الخميس، ١٦ مايو / أيار ٢٠٢٤
حرب غزة "نكبة ثانية" بالنسبة للفلسطينيين

أ ف ب :

 

وسط الحرب الدائرة في قطاع غزة والتي تسببت بنزوح عشرات الآلاف، أحيا الفلسطينيون في الضفة الغربية الأربعاء الذكرى 76 للنكبة والهجرة القسرية التي أدت إلى طرد أو فرار نحو 760 ألف فلسطيني.

 

وفي مدن الضفة الغربية، خرج الآلاف في مسيرات عدة حملوا خلالها العلم الفلسطيني ولوحوا به إلى جانب الكوفية ومفاتيح العودة التي ترمز إلى منازلهم التي تركوها إبان حرب العام 1948.

 

بالنسبة لمحمد الفرا من قطاع غزة والذي لجأت عائلته في العام 1948 من يافا فإن "نكبتنا في العام 2023 ليس بعدها نكبة، هي أصعب كثيرا من نكبة العام 1948".

 

ويضيف الفرا (42 عاما) بعد أن اضطر إلى ترك منزله في خانيونس والتوجه إلى منطقة المواصي "صدمة كبيرة، انقلبت حياتنا رأسًا على عقب ولا شيء يشبهها". ويشبّه الفرا ما حدث مثل "أن يكون ابنك معتاد على كل وسائل الراحة والرفاهية وفي ليلة وضحاها فجأة تمنع عنه كل شيء".

 

في العام 1948، طرد نحو 760 ألف فلسطيني وفروا من منازلهم في هجرة قسرية خلال الحرب التي رافقت قيام إسرائيل.

 

وهُجر هؤلاء إلى قطاع غزة والضفة الغربية وعدد من الدول المجاورة.

 

 

مسيرات الضفة الغربية

 

في مدن رام الله (وسط) ونابلس (شمال) والخليل (جنوب) في الضفة الغربية المحتلة رفع المشاركون لافتات تندد بالاحتلال وتحتج على الحرب المستمرة منذ أكثر من سبعة أشهر.

 

وتقول اللاجئة خديجة أبو عرقوب "كل يوم نكبة، لم يفكر أحد أن يمحو النكبة الأولى، لكي لا تحدث نكبة أخرى، فما يحدث في غزة نكبات وليست نكبة واحدة".

 

أما منال سرحان (53 عاما) والتي شاركت في المسيرة ولديها أقارب في السجون الإسرائيلية لا تعرف عنهم شيء منذ اندلاع الحرب "هناك ألم، لكن بالطبع الألم أكبر بالنسبة لسكان قطاع غزة".

 

وتضيف "نعيش النكبة مرة ثانية".

 

ويأتي احياء الفلسطينيين لذكرى النكبة غداة احياء اسرائيل ذكرى قيامها، وبالتزامن مع الحرب في غزة التي أدت إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح مئات الآلاف أيضا.

 

ويشهد قطاع غزة حيث يقطن 2,4 مليون نسمة أزمة إنسانية خطيرة وتحذر الأمم المتحدة من مجاعة تلوح في الأفق في شماله.

 

نزح أحمد الأخرس من وسط رفح نحو المواصي أيضا، ويقول إن الحرب الدائرة لا تشبه أي شيء حصل سابقا.

 

ويضيف الأخرس (50 عاما) "من خلال معايشتي وحديثي مع من عاش لحظات النكبة... ما يحدث بهذه الحرب من قصف ودمار وتهجير وقتل وإبادة لم نعهده على مر العصور".

 

ويرى الأخرس الذي لجأت عائلته إلى قطاع غزة من قرية وادي حنيّن قضاء الرملة أن أحداث النكبة اقتصرت على "التهجير القسري".

 

ومنذ سنوات عديدة، تشهد عملية السلام في الشرق الأوسط بين إسرائيل والفلسطينيين جمودًا، وأدت الحرب الحالية إلى موجة عالمية من التضامن مع الفلسطينيين.

 

شارك أحمد (16 عاما) في مسيرة رام الله ويقول "نريد الحرية لغزة، نريد أن يتوقف العالم عن النظر إلى الفلسطينيين كإرهابيين، نريد أن يدرك أن لنا حقوق". ويضيف الفتى الذي تسكن عائلته في مخيم قلنديا للاجئين على الطريق بين القدس ورام الله "لسنا احرارا في الحركة، الجنود الإسرائيليون يفحصون ويراقبون تحركاتنا دائما، هذه ليست حياة".