موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
Photos by Tim Fuller
اختتم الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، زيارته الراعوية إلى جنوب شرق ميشيغان، بالولايات المتحدة الأميركية، في 7 كانون الأول 2025، بتوجيه الشكر للمؤمنين المحليين على اهتمامهم بإخوانهم وأخواتهم في الأرض المقدسة.
وخلال قداس خاص في المزار الوطني لبازيليك الزهرة الصغيرة في رويال أوك، أكد البطريرك شعوره بـ"قرب روحي" بين أبناء مترو ديترويت والمسيحيين في فلسطين، خلال زيارته التي استمرت أربعة أيام، وأمضى خلالها وقتًا مع الكاثوليك المحليين.
وقال: "لقد شعرتُ بالتعاطف والقرب، ورأيت اهتمامًا بما يحدث في الأرض المقدسة بالنسبة للمسيحيين - وليس فقط للمسيحيين، بل للجميع. وهذا يعني الكثير. ذكرني بألا أبقى محصورًا في منظوري الصغير، بل أن أفتح بصيرتي لأرى أنه في جميع أنحاء العالم، نعم هناك حروب وصراعات، لكن هناك الكثير من الأشخاص المستعدين للمساعدة والدعم والتعاون معنا. شكرًا لكم."
ومتأملًا في إنجيل الأحد الثاني من زمن المجيء حول دعوة القديس يوحنا المعمدان للتوبة، أكد البطريرك بيتسابالا أن المسيحيين مطالبون بـ"تنقية أذهانهم"، حتى في خضم الشدائد، لرؤية كل شيء بعين الإيمان. وقال: "عندما يكون هناك حرب وعنف وأوضاع مرّوعة، تكون الاستجابة البشرية غالبًا هي الغضب والإحباط وفقدان الثقة والانتقام والكراهية".
وشدّد بطريرك القدس للاتين في عظته خلال القداس على أنّ "الإنسانية تبدأ من القلب، وأفعالنا هي نتيجة لما نحمله في قلوبنا. إذا تركنا الكراهية والانتقام وفقدان الثقة يسيطرون على قلوبنا، فليس أمامنا إلا أن تظهر هذه المشاعر في أفعالنا وأقوالنا".
وعلى الرغم من الصراع ومعاناة في فلسطين، وخصوصًا في غزة، أشار غبطته إلى أن المجتمع المسيحي هناك رفض الانجرار وراء الكراهية. وقال: "إن من يبقى في الجماعة، مهما كانت صغيرة، سيكون من بين القادرين على إعادة البناء بعد الدمار البشري، بسبب ثقتنا بالله وقدرتنا على رؤية حضوره".
ومثلما تنتظر الكنيسة ميلاد المسيح خلال زمن المجيء، أوضح غبطته أن سكان الأرض المقدسة ينتظرون بفارغ الصبر مجيء السلام في المنطقة التي اختار الله أن يتجسّد فيها. وقال: "التوقع ليس مجرد انتظار لشيء ما، بل هو موقف حياة. عندما تولي اهتمامًا لما يحدث حولك وداخل قلبك، تستطيع أن ترى كيف يتحدث الله إليك من خلال علامات الأزمنة، وكيف يكون حاضرًا في حياتك اليومية. ليس علينا انتظار شيء خارق للعادة، فالرب يتحدث في حياتنا اليومية."
وأكد الكاردينال بيتسابالا أن تضامن الكنيسة في ديترويت دليل على أن المجتمع المسيحي الأكبر لم ينسَ إخوته وأخواته في الأرض المقدسة، التي تعاني من الحرب والمجاعة والشعور بالتخلي عنها من قِبل العالم، موجهًا الشكر لرئيس أساقفة ديترويت المطران إدوارد وايزنبورغر، والمؤمنين، وأعضاء جمعية فرسان القبر المقدس وفرسان مالطا الذين شاركوا في القداس.
وشارك في القداس أيضًا الأب فارس حتر، الكاهن في البطريركية اللاتينية للقدس والكاهن المساعد لرعيّة مار توما الرسول في آن أربر، حيث قال أن زيارة الكاردينال كانت فرصة للتواصل مع أبناء كنيسته من الشرق الأوسط المقيمين في ميشيغان، مؤكدًا أهمية دعم المسيحيين هناك.
وقال: "كل ما نستطيع فعله هو الصلاة من أجل السلام والعدالة. رسالتنا كمسيحيين هي نشر السلام والصلاة من أجله. نحن هنا لنشهد للمسيح." وأوضح أن زيارة بطريرك القدس تساعد المؤمنين على التواصل مع الكنيسة الأم لكل المسيحيين، حيث ولدت البشارة الأولى.
من جهتها، قالت نيللي غطاس، من رعية القديس شربل المارونية في كلينتون تاونشيب، وهي من أصل فلسطيني من القدس، إن زيارة الكاردينال كانت مصدر إلهام كبير. وقالت إنّ "الزيارة تمنح الأمل للمسيحيين في الأرض المقدسة الذين يحتاجون للدعم. نحن بحاجة إلى الرجاء والوحدة. عائلتي وأصدقائي هناك عانوا كثيرًا خلال العامين الماضيين".
وأضافت: "نحتاج أن يعرف العالم أن المسيحيين في الأرض المقدسة بحاجة إلى دعمنا وإلى زيارتنا". وتابعت: "نحتاج إلى السلام، نحتاج إلى سلام دائم. بلدنا يحتاج إلى السلام، والعالم كله بحاجة إلى أن يعرف أننا نريد السلام".