موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٢٠ يونيو / حزيران ٢٠٢٤
حراسة الأراضي المقدسة تحتفل بعيد شفيعها القديس أنطونيوس البادواني

حراسة الأراضي المقدسة :

 

في ختام الثلاثية التي احتفلت بها الجماعة الفرنسيسكانية بين 9 و11 حزيران. وأقيمت صلاة الغروب الأولى في كنيسة دير المخلص في 12 حزيران، التي ترأسها حارس الأرض المقدسة، الأب فرانشيسكو باتون، وبها دخلنا الاحتفال الحقيقي بعيد القديس أنطونيوس البادواني، شفيع وحامي الحراسة.

 

يرتبط اختيار القديس أنطونيوس كمحامٍ عن الحراسة، بالشفاعة الخاصة التي طلبها الرهبان من القديس لمواجهة التهديد بطرد الرهبان الإيطاليين من القدس عام 1917. وقد قدم القديس أنطونيوس حمايته، وفي 13 حزيران 1920، أمام التمثال الذي يعلو المذبح المخصص لتكريم القديس أنطونيوس، تم اختياره رسميًا كشفيع للحراسة. أما المشاركة في هذا الاحتفال فهي في كل عام مشاركة واسعة وصادقة، سواء من قبل أبناء الرعية، أو من قبل سائر المؤمنين والمكرسين.

 

 

توزيع الخبز

 

وخلال صلاة الغروب الأولى، أراد الأب باتون أن يذكر الحاضرين بمعنى مبادرة توزيع خبز القديس أنطونيوس على المؤمنين. وشدّد على أن "هذه المبادرة تحظى بشعبية كبيرة ومتجذرة بعمق في قلوب المسيحيين في جميع المجالات لأنها لفتة بسيطة وجوهرية تشبه إلى حد كبير لفتة يسوع الأكثر أهمية: تلك التي بذل فيها نفسه من أجلنا كخبز الحياة في القربان الأقدس".

 

ولفت الأب فرانشيسكو باتون إلى أنّ "خبز القديس أنطونيوس فهو ليس الخبز الذي نطلبه من القديس أنطونيوس، بل هو الخبز الذي نعطيه بقلبنا المملوء امتناناً لأننا ندرك أن الرب يستمر في منحنا النعمة خلال مسيرة حياتنا، من خلال شفاعة هذا القديس الذي كرّس نفسه بالكامل لخدمة الفقراء، والاهتمام بهم والدفاع عنهم ونقل البشرى السارة لهم".

 

 

القداس الاحتفالي

 

في 13 حزيران، في يوم عيد القديس أنطونيوس، ترأس حارس الأرض المقدسة الاحتفال بالقداس الإلهي. وقد حضر الاحتفال أيضًا القاصد الرسولي في القدس المطران أدولفو تيتو يلانا، وممثلين عن الكنائس المسيحية في الأرض المقدسة.

 

ورغم الظروف الصعبة التي تشهدها الأرض المقدسة، رغب الأب باتون بالتأمل من جديد في موضوع السلام: وذلك من ناحية التبشير بالسلام والتربية على السلام. وقال: "يتناول القديس أنطونيوس قضية ’الرماح‘ التي يغرسها الشيطان في قلب الإنسان. وهي عدم الرغبة في الثقة بالله والسماح لثلاثة أهواء أن تلج إلى قلبك؛ وهي تلك الاهواء التي تقودنا إلى الرغبة في إشباع جميع احتياجاتنا الطبيعية؛ وشغف الغطرسة الذي يقودنا إلى الرغبة في أن نكون مثل الله كي نحل مكانه، وشغف الجشع الذي يقودنا إلى الاعتقاد بأنه كلما زادت ممتلكاتنا المادية، فإننا نصبح أكثر حرية واستقلالاً".

 

ولفت إلى أنّ "كل هذا يمنعنا من رؤية حدودنا وهشاشتنا، ويدفعنا إلى الرغبة في السيطرة على الآخرين. ولكن السلام المفقود بسبب آدم، قد استعاده لنا يسوع المسيح القائم، آدم الجديد، وإننا لنختبر ذلك بلقائنا معه في السر الفصحي: إن تأملات أنطونيوس حول السلام الثلاثي الذي قدمه القائم من بين الأموات تذكرنا بأن السلام هو أولاً نعمة نقبلها. لا سلام بدون مصالحة. مصالحة مع الله ومع أنفسنا ومع الآخرين أيضًا".

 

وفي نهاية القداس، تمّ تلاوة صلاة تكريس الحراسة للقديس أنطونيوس أمام تمثال القديس. وفي فترة ما بعد الظهر، اجتمع الرهبان الفرنسيسكان من جديد في كنيسة دير المخلص لإحياء صلاة الغروب الثانية بحضور رئيس مجلس أساقفة إيطاليا الكاردينال ماتيو زوبي.