موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ١٢ سبتمبر / أيلول ٢٠٢١
حراسة الأراضي المقدسة تحتفل بعيد النبي موسى على جبل نيبو

حراسة الأراضي المقدسة :

 

يقام في الرابع من شهر أيلول الاحتفال بعيد القديس موسى المشرّع والنبي الذي قاد شعب العهد القديم من العبودية في مصر إلى الحرية في أرض الموعد. لم يدخل موسى الأرض، بل نظر إليها من جبل نيبو، من قمة الْفِسْجَةِ المقابلة لمدينة النخيل أريحا (تث 34، 1-12). هذا هو المكان الذي يقع فيه اليوم المزار المقدس الذي يسهر على حراسته الرهبان الفرنسيسكان التابعون لحراسة الأرض المقدسة، حيث يتم الاحتفال بالقداس كل عام، في ذكرى القديس موسى.

 

وأوضح الأب رافاييل كابوتو، رئيس الدير الفرنسيسكاني في جبل نيبو، قائلاً: "مرة أخرى، لم يكن من الممكن الاحتفال بجدية بهذا العيد، بسبب انتشار جائحة كورونا. وعلى الرغم من هذه الأوقات الصعبة، فقد تم في صباح يوم 4 أيلول، الاحتفال بالقداس الإلهي في كنيسة الدير. احتفل بالذبيحة الإلهية المونسينيور ماورو لالي، القائم بالأعمال في السفارة الرسولية في الأردن، والمقرّب جدًا من جبل نيبو ومن شخصية القديس موسى". كما وشارك في القداس الإلهي، إضافة إلى واحد من الرهبان الطلبة في حراسة الأرض المقدسة، بعض الرهبان والراهبات الذين يؤدون خدمتهم في الأردن.

 

في عظته، تطرق المونسينيور ماورو لالي إلى شخصية موسى، الذي أطاع الله حين كشف له أنه لن يدخل أرض الموعد. وهكذا يعكس موسى شخصية الخادم المطيع، والتي سوف يجسدها يسوع نفسه فيما بعد.

 

وتابع الأب رافائيل قائلاً: "لقد كانت لحظة قوية من الصلاة والخشوع أثناء هذه الذبيحة المقدسة. صلينا للقديس موسى كي يتشفع ويحرر البشرية من هذا الوباء. وتذكرنا في صلواتنا جميع اخوتنا في حراسة الأرض المقدسة الحبيبة، ولا سيما أولئك الذين أبرزوا نذورهم الاحتفالية الأولى في 4 أيلول. نأمل أن نتمكن في العام المقبل من الاحتفال بشفيعنا القديس موسى بهيبة أكبر".

 

مقارنة بالسنة الأولى للوباء، يلاحظ الفرنسيسكاني التابع لحراسة الأرض المقدسة تحسنًا طفيفًا في الوضع، لأن مجموعات صغيرة من الحجاج تمكنت اليوم من الوصول إلى المزار. وأوضح الأب رافائيل قائلاً: "قبل ثلاثة أشهر، في شهر أيار، احتفلت مجموعة من البولنديين بالقداس الإلهي في المزار، لأول مرة منذ بداية الوباء. في الأسابيع الأخيرة، استقبلنا أيضًا ثلاث مجموعات كبيرة قادمة من نيجيريا. غالبًا ما يأتي، أيام الجمعة والسبت على وجه التحديد، السكان المحليون، وبعض الفضوليين لاكتشاف مزارنا. كما ونستقبل أحيانًا مجموعات دولية صغيرة تعمل مع الوفود الدبلوماسية أو منظمات التعاون الدولي في الأردن، وتأتي إلى جبل نيبو للاسترخاء، لموقعه المعزول عن المدينة".

 

نظرًا إلى أن جائحة فيروس كورونا تمنع الحجاج من السفر بسهولة، أصبح لدى الأخ رافاييل كابوتو المزيد من الوقت الذي يكرسه للدير الواقع على جبل نيبو. لذلك قرر أن يكرس شيئاً من وقته لصنع المربيات والمشروبات الكحولية المحلية، التي يقدمها فيما بعد لأصدقاء الدير. إنها حياة صلاة وعمل يدوي، أكثر بساطة و"فرنسيسكانية" بامتياز، يشاركه فيها أيضًا راهب آخر من التابعين لحراسة الأرض المقدسة، يخدم هو الآخر في مزار القديس موسى على جبل نيبو.

 

يقع المكان الذي يضم في يومنا هذا المزار المقدس، على بعد ثمانية كيلومترات إلى الشمال الغربي من مدينة مادابا. وكان الموقع معروفًا بشكل جيد لسكان المنطقة، إلا أن الرهبان الفرنسيسكان لم يستطيعوا الحصول على ملكيته حتى عام 1932. في عام 1933، بدأت الحفريات الأثرية وقامت مجموعة من الباحثين القادمين من المعهد البيبلي الفرنسيسكاني في القدس بدراستها، مكتشفين بقايا كنيسة بازيليكية قديمة كانت غنية بالفسيفساء، جاءت على ذكرها في الماضي الحاجة إيجيريا منذ القرن الرابع. بمرور الوقت، أنشأ الفرنسيسكان متحفًا لجمع القطع الأثرية الموجودة في هذا المكان المقدس وقاموا أيضاً بتمويل مشروع ترميم الكنيسة التي تضم مقاماً لموسى النبي، اكتمل العمل به في عام 2016.