موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأحد، ٣٠ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٢
حذارِ من الهالوين!

أشخين ديمرجيان :

 

الهالوين هو العيد الرسمي وأهم أعياد عبدة الشيطان. إنّه يوم الشيطان الذي تُقدَّم فيه تضحيات بشرية خصوصاً في الولايات المتحدة وأستراليا، ويوم رأس السنة عند السَحَرة في العالم أجمع.  لكن لم يُدعى بالهالوين إلاّ بعد انتشار المراسيم  في أمريكا.

 

بادىء ذي بدء كان عبارة عن رواية ميثولوجية يحتفل بها كلّ عام الشعب السِلتي ، الذي عاش في أوروبا الغربية حوالي سنة 1500 قبل الميلاد.

 

تُخبرنا هذه الميثولوجيا في ايرلندا عن الإله "سامهاين" إله الموت والبرد الذي كان يأتي مع مجموعة من أرواح الموتى في ليل 31 تشرين الأول من كلّ سنة وهو رأس السنة عند السِلتيين ، يأتي للبحث عن أجساد حيّة يُريد تملّكها، ممّا كان يخلق الذعر والخوف بين الناس.

 

كان كهنة هؤلاء الأوثان يُشعلون النارفي القرية ويُوزّعونها على السكان، الذين بدورهم يضعونها على شبابيك بيوتهم لطرد الأرواح. وكان كهنة الأوثان يجمعون المال من كل عائلة لإرضاء الإله المزعوم. وفي حالة الرفض تحلّ على العائلة اللعنة. وفي تلك المناسبة كان الكهنة يحملون اللفت بعد تقويره ونحت وجه عليه. والأدهى من ذلك أنّ الكهنة كانوا يحرقون الأجساد التي تتملّكها الأرواح (كما يدّعون).

 

فيما بعد، أخذ الرومان تقاليد السِلتيين، ويُعتقد أنّهم بدأوا باستخدام اليقطين بدل اللفت. ومع الوقت أخذت هذه الاحتفالات طابعًا طقسيًا، يُعزّز الإيمان بالأرواح وتسلّطها على البشر، وانتشرت عادة لبس الثياب المخيفة والأقنعة البشعة المخيفة.

 

في القرن التاسع عشر، وبهدف الربح المادي،  أدخل العمّال الإيرلنديون هذه التقاليد إلى الولايات المتحدة الأميركية وسرعان ما لاقت رواجاً. وصار يُعرف بالهالوين، وهو احتفال سنويّ يُقام ليلة 31 أكتوبر، عشية عيد جميع القدّيسين (العيد المسيحي) ،ولكنّهما عيدان مختلفان، مع أنّ لفظة  Halloween هالوين مشتقّة من Hallow’s Evening أي عشية القديسين.

 

تُمارس الاحتفالات الدينية المسيحية في العيد بالاشتراك بالطقوس الكنسيّة والصلوات. بينما عيد الهالوين الشيطاني يأخذ طابعاً فولكلورياً ترفيهياً في الظاهر، ولكنّه يُخبئ في طياته طقوساً شيطانية هدّامة، يستخدمها عبدة الشيطان بهدف الخلط والبلبلة وإبعاد المعاني المسيحية عن تذكار جميع القديسين. ويسعى إلى استبدال الأعياد المسيحية بممارسات وثنية شيطانية بحجّة الترويح عن النفس.

 

إنّنا نحتضر روحيًا. هذا هو يوم إله الموت (سامهاين) عند شعب السِلت، حيث تجوب أرواح الموتى الأرض وأنّه يجب ارضاؤها كي لا تصنع شرًا. ولتمثيل هذا الطقس، كان الناس يزورون البيوت كما تفعل الأرواح ويطالبون بارضائهم بجمع المال. كما كانت تُقدَّم التضحيات البشرية في تلك الليلة. وقد وضعوا اليقطينة المنحوتة للسخرية من تكريم المسيحيين لجماجم القديسين وبقاياهم.

 

كيف يمكن للمسيحيين الاحتفال بعيد الشيطان، وقد جاء السيّد المسيح كي يخلّصنا من حضوره القاتل للروح. إنّنا جهلة في الإيمان! وقد علّمنا المهجر عادات وتقاليد تهين الله. أنَسينا أنّنا كفرنا بالشيطان وبكلّ أعماله في لحظة العماد!؟ أنّسينا أنّنا عيال الله الذين يتسابقون للدخول الى الملكوت!؟

 

لقد تجلّت كلمة الله اليوم في سفر الرؤيا وأثبتت أنّنا هالكون في عبادة الوحش (الشيطان)، ووضع ختمه على جباهنا... بدل هذا الكفر بالله، لنُعلّم أولادنا عن القداسة والسماء وملابس النعمة، بدل أن نُعلّمهم كيفية اقتناء ملابس الشيطان والتطبّع بها حتى أصبحت أمور طبيعية.

 

إنّ الإحتفال بالهالوين هو احتفال شيطاني، ويُخالف مشيئة الله التي تُطالبنا بعيش النعمة والخلاص وطرق باب الملكوت. ولهذا أقول بملء الفم، إنّ من يحتفل بالهالوين يُنكر مسيحيّته ويُعلن بأنّ الشيطان هو ملك حياته. وأرجو أن يصل خطابي إلى كلّ مسيحي مؤمن كي يفهم بان أصل الهالوين هو شيطاني بممارساته وأبعاده وأصوله. لنقترب من السيّد المسيح ولنكبر بالإيمان ولنردع الشيطان في مجتمعاتنا وقلوبنا، ولنقف صدّاً منيعاً أمام هذه الممارسات."

 

 

خاتمة

 

لقد حوّر العالم الأمريكي المادي عيد (سان نقلاوس) وسمّاه سانتا كلاوس. وعيد القديس فالنتاين (مُحبّ الفقراء) إلى عيد الحب "فالنتاين". وتذكار جميع القدّيسين بعيد الهالوين الشيطاني. وكلّها احتفالات تجارية من أجل مكاسب مادية وطمس الجانب الروحاني، وتهميش الإيمان في النفوس... بفضل هيمنة الثقافة الأمريكية على الإعلام في عصر العولمة، وهي نسخة بعيدة كلّ البعد عن الجذور الدينية. والهالوين أخطرهم لأنّه يساهم في نشر ثقافة الشيطان والخدعة والرّعب. "اخضعوا لله. قاوموا إبليس فيهرب منكم" (يعقوب 4: 7).