موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٢١ فبراير / شباط ٢٠٢٥
بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس يتضامنون مع البطريركيّة الأرمنيّة الأرثوذكسيّة

أبونا :

 

"طُوبَى لِلْجِیَاعِ وَالْعِطَاشِ إِلَى الْبِرِّ، لأَنَّھُمْ یُشْبَعُونَ" (متى 5: 6)

 

بقلق بالغ، نقف نحن، بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس، متضامنین مع البطریركیّة الأرمنیّة الأرثوذكسیّة في سعیھا لتحقیق العدالة في مواجھة قرار الحجر الجائر الصادر عن بلدیة القدس. إنّ الإجراءات التي تمّ اتخاذها بحق البطریركیّة الأرمنیّة، استنادًا إلى دَیْن مزعوم وغیر موثّق لضریبة الأرنونا، ھي إجراءات مشكوك في قانونیتھا وغیر مقبولة أخلاقیًّا.

 

من غیر المقبول أن تواجه المؤسّسات الدینیّة المسیحیّة، التي كرّست قرونًا من وجودها لحمایة الإیمان وخدمة المجتمعات وصون إرث الأرض المقدّسة، تھدیدًا بمصادرة ممتلكاتھا من خلال تدابیر إداریّة إسرائیلیّة تتجاهل الأصول القانونیّة والعدالة الإجرائیّة. والأكثر إثارة للقلق هو محاولة البلدیة فرض هذا الدَیْن المزعوم دون أي مراجعة قضائیّة، وذلك في تحدٍّ واضح للجنة الحكومیّة التي أُنشئت خصیصًا لمعالجة هذه القضایا من خلال التفاوض. إنّ هذا الإجراء المتھوّر لا یعرّض البطریركیّة الأرمنیّة الأرثوذكسیّة للخطر فحسب، بل یخلق سابقة خطیرة قد تھدّد وجود المؤسّسات المسيحيّة بأسرها في الأراضي المقدّسة.

 

إنّ هذا الإجراء لا ینتھك فقط المبادئ القانونیّة، بل یشكّل أیضًا تھدیدًا خطیرًا لحریة الأدیان، التي تُعدّ الركیزة الأساسیّة لجمیع الحقوق الأخرى، حیث یؤدي مصادرة الممتلكات إلى تقویض حق كنیسة الأرمنیّة الأرثوذكسیّة في البقاء، ویجرّدها من الموارد الاقتصاديّة اللازمة لمواصلة رسالتها، كما یحرم أبناء الكنیسة الأرمنیّة الأرثوذكسیّة من الرعایّة الروحیّة التي تقدمّھا كنیستھم.

 

"فإِنْ كَانَ عُضْوٌ وَاحِدٌ یَتَأَلَّمُ، فَجَمِیعُ الأَعْضَاءِ تَتَأَلَّمُ مَعَه" (1 كورنثوس 12: 26).

 

إنّ استھداف كنیسة واحدة هو اعتداء على جمیع الكنائس، ولا یمكننا أن نظلّ صامتین بینما تُھدم ركائز وجودنا الإیمانيّ في الأرض التي شھدت رسالة السید المسیح. وبناءً علیه، ندعو رئیس الوزراء الإسرائیلي بنیامین نتنیاهو، ووزیر الداخلیة موشیه أربیل، والوزیر تساحي هنغبي إلى التدّخل الفوري، وتجمید جمیع إجراءات الحجز، واستئناف المفاوضات ضمن إطار اللجنة الحكومیّة المعنيّة، وذلك للتوّصل إلى حلّ عادل لھذه القضيّة بروح العدالة.

 

لیَسُدِّ العدل، ولتبقَ الأرض المقدّسة منارةً للإیمان لأجیالٍ قادمة.