موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٢٣ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢١
اليوم الإرسالي العالميّ 2021: "أما نحن فلا نستطيع السكوت عن ذِكر ما رأينا وما سمعنا"

أبونا :

 

تحتفل الكنيسة الكاثوليكية الجامعة في الأحد الثالث من شهر تشرين الأول، الموافق هذا العام 24 تشرين الأول، باليوم الإرسالي العالمي، تحت شعار "أما نحن فلا نستطيع السكوت عن ذِكر ما رأينا وما سمعنا" (أعمال الرسل 4، 20).

 

هذا وترفع الصلوات في هذا اليوم من أجل المرسلين، أولئك الذين يقضون حياتهم ليشهدوا ليسوع في العالم، ويعملون من أجل العدالة والسلام وكرامة كلّ إنسان واحترام كلّ مخلوق. فهم بعيدون عن ديارهم، وغالبًا ما يتعرّضون لشتى أنواع الاضطهاد، من سجن وخطف وحتى استشهاد، وكلّ هذا فقط لأنهم يرغبون في أن يشهدوا ليسوع في العالم، وبخاصة في أكثر مناطق العالم كآبة.

 

من هنا، يأتي هذا اليوم كدعوة لرفع الصلاة من أجلهم، والامتنان لشهادتهم، لأنه إذا كانت الكنيسة منتشرة في جميع أنحاء العالم اليوم، فنحن مدينون لهم بذلك. كما أننا مدعوون أيضًا لمساعدتهم في رسالتهم، ودعمها بتضامننا الملموس، فهذا جزء من دعوتنا  كمعمّدين، ولا يسعنا إلا أن نتحدّث عن ما نحن رأينا وسمعنا.

 

 

❖ رسالة البابا فرنسيس

 

ولهذه المناسبة، وجّه قداسة البابا فرنسيس رسالة أشار فيها إلى أنّ موضوع اليوم الإرسالي العالمي لهذه السنة هو "دعوة لكلّ واحدٍ منا لتولي المسؤوليّة، ولنعرِّفَ بما نحمله في قلوبنا. هذه الرسالة كانت ولا تزال هويّة الكنيسة: فالكنيسة موجودة من أجل البشارة".

 

وأوضح بأنّ حياتنا الإيمانيّة تضعف "إذا عزلنا أنفسنا أفرادًا أو مجموعات صغيرة"، فـ"حياة الإيمان بحكم ديناميكيتها تتطلب انفتاحًا متزايدًا قادرًا على الوصول إلى الجميع ومعانقة الجميع. لم يقع المسيحيّون الأوائل في تجربة الانغلاق وتكوين نخبة، بل جذبهم الرّبّ يسوع والحياة الجديدة التي قدمها لهم، فذهبوا بين الشعوب وشهدوا بما رأوا وسمعوا، وهو: إنّ ملكوت الله قريب. فعلوا ذلك بكرم وامتنان ونبلِ مَن كان يزرع ويعرف أنّ الآخرين سيأكلون ثمار التزامهم وتضحيتهم".

 

 

❖ رسالة البطريرك بيتسابالا

 

كما وجّه بطريرك القدس للاتين بييرباتيستا بيتسابالا كلمة شدّد فيها بأنّ "رسالة الإيمان عطيّة معطاة للجميع، لكنه حقٌ أيضًا. فلكلّ إنسان الحق في لقاء يسوع، وكل واحد منا، مدعو من خلال المعموديّة، للشهادة لابن داود. فالسؤال الذي طرحه يسوع على بارتيماوس (را. مرقس 10: 46-52)، الكنيسة مدعوّة اليوم أن تسأله لكلّ رجل وامرأة في العالم: "ماذا تريدني أن أفعل من أجلك؟".

 

ولفت إلى أنّه من "واجبنا نحن كنائس الأرض المقدسة أن نتذّكر المرسلين في العالم. فنحن الكنيسة التي انتشرت منها البشارة. بدأ كلّ شيء من هنا، من عندنا، من أرضنا. يُعرف اليوم المسيح، لأنه استُقبِل هنا أولاً. وحتى اليوم نريد ذلك تحديدًا من هنا، حيث انتشر الخلاص، وحيث عاش المسيح، بصلواتنا وتضامننا، نستمرّ في تغذيّة هذا الإعلان ودعمه والدفاع عن العدالة والسلام ومساعدة أولئك الذين يذيعونها في العالم أجمع".
 

بولين جاريكو (1799-1862)

❖ الأعمال الرسوليّة البابويّة

 

هذا ويعود تأسيس "الأعمال الرسوليّة البابويّة" إلى العام 1822، حيث تم إنشاء "العمل من أجل نشر الإيمان" في فرنسا، بمبادرة من بولين جاريكو (والتي ستُعلن طوباويّة في 22 أيار 2022) من أجل مساندة الرسالة في جميع القارات. وعام 1843 أسس المطران فوريين جانسون في فرنسا "الطفولة المُرسلة" لتشجيع الرسالة لدى الأطفال ودعمها بالصلاة.

 

انضمت بولين جاريكو (1799-1862) منذ السابعة عشرة إلى العمال الشباب في مصانع والدها لتعمل على التبشير من خلال الصلاة والعمل. وقد طوّرت نظامًا مبتكرًا لجمع التبرعات: أنشأت شبكة من عشرة أشخاص وضعوا قرشًا واحدًا في أسبوع خُصّص للإرساليات. وحرّك هؤلاء الأشخاص العشرة عشرة أشخاص جدد فكان أن جمعوا مبالغ كبيرة في ذلك الوقت. انتشرت الظاهرة في جميع انحاء أوروبا وجذبت انتباه البابا فأنشأ في 3 أيار 1922 مؤسسة "العمل من أجل نشر الإيمان".

 

أنشأ البابا بيوس الحادي عشر اليوم العالميّ للإرساليات في عام 1926 للاحتفال بـ"الكاثوليكيّة والتضامن العالميّ". في الواقع، لقد اختار فقط الحدس الأوليّ لبولين جاريكو الذي كان شعاره: "من الجميع، وفقًا للإمكانيات وللجميع، وفقًا للاحتياجات!".