موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
استقبل قداسة البابا لاوُن الرابع عشر صباح اليوم الجمعة في القصر الرسولي بالفاتيكان فتيان العمل الكاثوليكي الإيطالي وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وقال ما أجمل لقاءنا هذا، قبل أيام قليلة من عيد ميلاد الرب يسوع! أحييكم جميعًا بمودةٍ خالصة، وأحيي الرئيس الوطني والمرشد الكنسي العام، ومعهم الفريق الوطني لقطاع الفتيان، والمربين والمساعدين المرافقين لكم. أشكركم على هذا الحماس الذي تبدونه، والذي يشهد على جمال "العمل الكاثوليكي". إن اسم جمعيتكم يعبر بصدق عن هويتها: فأنتم تلاميذ يسوع، وشهود لإنجيله، ورفاق الدرب مع الكنيسة جمعاء.
تابع الأب الأقدس يقول لقد عكفتم خلال زمن المجيء، بلا شك، على إعداد "مغارة الميلاد" في بيوتكم ومدارسكم ورعاياكم. وبينما تتأملون في القديس يوسف والعذراء مريم، والرعاة، والحيوانات، ترون مجسدًا أمامكم شعار مسيرتكم لهذا العام: "هناك متسعٌ للجميع". نعم، فحول الرب الذي صار بشرًا ليخلصنا، ثمة مكانٌ للكل! إنه يفسح مجالاً لكل إنسان، لكل طفل وفتى، وشاب ومسن. حين جاء ابن الله إلى العالم، لم يجد له متسعًا في بيت، لكنه يقرع أبواب قلوبنا في اللحظة ذاتها التي يفتح فيها قلبه ليحتضن الجميع بمحبة.
أضاف الحبر الأقدس يقول لذا، حين تصلّون أمام المغارة، اطلبوا أن تكونوا كأولئك الملائكة الذين يبشرون بمجد الله وبالسلام للبشر. هذا السلام هو التزام يقع على عاتق كل ذي نية صالحة، ولاسيما نحن المسيحيين، المدعوين ليس لنكون صالحين فحسب، بل لنزداد صلاحًا يومًا بعد يوم؛ لنصبح قديسين، على غرار "بيير جورجيو فراساتي" -الذي كان فردًا في العمل الكاثوليكي- و"كارلو أكوتيس". أنا أشجّعكم على الاقتداء بشغفهما بالإنجيل وبأعمالهما التي كانت المحبةُ تحرّكها. وبالسير على خطاهما، سيكون إعلانكم للسلام منيرًا، لأنكم برفقة يسوع ستغدون أحرارًا وسعداء حقًا، ومستعدين لمد يد العون للقريب، ولاسيما للذين يمرون بضيق.
تابع الأب الأقدس يقول أيها الأحباء، إن ميلاد "رئيس السلام" يكشف لنا المعنى الجوهري لهذه الكلمة؛ فالسلام ليس مجرد غياب للحروب، بل هو صداقة بين الشعوب تقوم على العدالة. نحن جميعًا نتوق إلى هذا السلام من أجل الأمم التي جرحتها النزاعات، لكن فلنتذكر أن الوئام والاحترام يبدآن من علاقاتنا اليومية، ومن التصرفات والكلمات التي نتبادلها في البيت، وفي الرعية، ومع زملاء الدراسة والرياضة. لذا، وقبل ليلة الميلاد المقدسة، فكروا في شخص تودون التصالح معه: ستكون تلك هديةً أثمن من تلك التي يمكنكم شراءها من المتاجر، لأن السلام هو عطيةٌ لا توجد، حقًا، إلا في القلب.
وختم البابا لاوُن الرابع عشر كلمته بالقول إن صنع السلام هو "عمل كاثوليكي" بامتياز، لأنه الفعل الذي يجعل منا شهودًا ليسوع، فادي العالم. وباسمه، أرفع أطيب التمنيات لكم ولأحبائكم، ومن كل قلبي أبارككم وأبارك جميع فتيان العمل الكاثوليكي.